أعلنت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني عن إطلاق مبادرة خيرية كبرى جديدة ملتزمة بتسريع معدل البقاء على قيد الحياة لدي الأمهات والأطفال حديثي الولادة في إفريقيا.
وسيعمل «صندوق البدايات» بالشراكة مع الحكومات الأفريقية والمنظمات الوطنية والخبراء في 10 بلدان بهدف منع أكثر من 300,000 حالة وفاة وتعزيز نطاق الوصول إلى الرعاية الجيدة لنحو 34 مليون أم وطفل.
وتأتي هذه المبادرة من أبو ظبي في لحظة حرجة بالنسبة للتنمية العالمية، حيث يتم تقليص العديد من ميزانيات المساعدات الدولية لأسباب سياسية واقتصادية ممتزجة، مما يؤدي إلى تباطؤ أو حتى تراجع التقدم المحرز في النتائج الصحية.
وسوف تعمل المبادرة في كل من إثيوبيا وغانا وكينيا وملاوي وليسوتو ونيجيريا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي، وسوف تقدم تدخلات وموظفين منخفضي التكلفة في المستشفيات ذات العبء الثقيل، وسوف تتبع وتستهدف الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى وفاة الأطفال والأمهات.
ولقد التزمت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، التي تم الكشف عنها حديثاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، بتقديم 125 مليون دولار أمريكي لصندوق البدايات. وبناء عليه، فلقد جلب هذا التبرع الأولي تمويلاً متطابقاً من مؤسسة «صندوق استثمار الأطفال» (CIFF)، ومؤسسة «دلتا للأعمال الخيرية»، ومؤسسة «إلما»، ومؤسسة «غيتس»، كما جلب المزيد من المساهمات من مؤسسة «هوراس دبليو جولدسميث»، ومؤسسة «كوليكتيف باتشورك»، وغيرها.
وقد أُعلن عن إطلاق مبادرة صندوق البدايات في أبريل 2025 خلال فعالية أُُقيمت بمستشفى كند في مدينة العين، وهو أول مستشفى حديث يتم إنشاؤه في إمارة أبو ظبي.
وحضر الفعالية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني التي تتبع لها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني. وانضم إليه معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة بوزارة الخارجية، وشركاء رئيسيون آخرين، بمن فيهم عدد من وزراء الصحة الأفارقة.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان: "يشرفنا من خلال مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني تقديم الدعم والرعاية لصندوق البدايات، وجهوده الرامية إلى منح المزيد من الأمهات وأطفالهن فرصة التمتع ببداية صحية وحياة مشرقة. أولت دولة الإمارات منذ قيامها أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية عالية الجودة للجميع عبر مختلف مراحل الحياة، واستطاعت دولة الإمارات بفضل الخبرة والمعارف التي اكتسبتها في هذا المجال تطوير الشراكات المؤثرة والتعاون مع مختلف الحكومات والجهات الفاعلة لبناء مستقبل واعد وصحي للأجيال المقبلة".

التعليق: يهدف «صندوق البدايات» إلى منع أكثر من 300,000 حالة وفاة يمكن تجنبها من خلال توسيع نطاق الوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة للأمهات والرضع في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
الصورة: فريدريك كوربيه
كما تهدف المبادرة على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى تخصيص 500 مليون دولار للاستثمارات المستهدفة في المنتجات والأفراد والأنظمة اللازمة لتحسين وتوسيع نطاق صحة الأم والأطفال حديثي الولادة.
وسوف تعمل المبادرة في كل من إثيوبيا وغانا وكينيا وملاوي وليسوتو ونيجيريا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي، وسوف تقدم تدخلات وموظفين منخفضي التكلفة في المستشفيات ذات العبء الثقيل، وسوف تتبع وتستهدف الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى وفاة الأطفال والأمهات.
وتبقي وفيات حديثي الولادة في الشهر الأول من الحياة هي العامل الأكبر المنفرد للوفيات في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تطرأ 70 في المئة من وفيات الأمهات أيضاً. ويمكن تجنب معظم هذه الوفيات من خلال توفير الرعاية الأساسية للأمهات والرضعاء بواسطة العاملين الصحيين المدربين. ومع ذلك، لا تزال صحة الأم والمواليد الجدد واحدة من أكثر المجالات القابلة للتصحيح برغم معاناتها من نقص تمويلي في مضمار الصحة العالمية.
وسوف يدعم صندوق البدايات ما يلي: توفير الأدوية لمنع واكتشاف وعلاج نزيف ما بعد الولادة في الوقت الفعلي؛ زيادة نطاق الوصول إلى المضادات الحيوية لتقليل أخطار العدوى ومضاعفات الحمل الأخرى؛ توفير المعدات ونشر بروتوكولات «كانغر مودر كير» لمعالجة المضاعفات الشائعة لدي حديثي الولادة مثل ضيق التنفس والاختناق وانخفاض حرارة الجسم؛ تقديم تدريب أفضل للقابلات وممرضات حديثي الولادة.
"يشرفنا من خلال مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني تقديم الدعم والرعاية لصندوق البدايات، وجهوده الرامية إلى منح المزيد من الأمهات وأطفالهن فرصة التمتع ببداية صحية وحياة مشرقة.
الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان

يهدف «صندوق البدايات» الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار أمريكي إلى منع أكثر من 300,000 حالة وفاة يمكن تجنبها من خلال توسيع نطاق الوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة للأمهات والرضع
وسوف يكون المقر الرئيسي للصندوق في نيروبي، حيث ستقوده الرئيسة التنفيذية أليس كانجيثي، وهي الرئيسة التنفيذية السابقة للعمليات العالمية في مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة (CHAI)، والتي قالت: "بتوافر الدعم من المنظمات الخيرية والجهود الثنائية، يمكن للحكومات الإفريقية أن تقف في طليعة المساعي الرامية إلى تعزيز صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة، وتحقيق ابتكارات رائدة في هذا السياق. ومن المؤكد أن القارة باتت تحقق تقدماً ملحوظاً، لكن تحقيق التغيير المستدام يتطلب عملاً تعاونياً تتضافر فيه الجهود".
وأشادت فاعلة الخير الزيمبابوية تانيا ماسيوا، وهي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «دلتا للأعمال الخيرية»، بالنموذج التعاوني للصندوق، والذي يجمع ما بين المانحين من جميع أنحاء جنوب وشمال الكرة الأرضية بالشراكة مع الحكومات الأفريقية، كما دعت المزيد من المؤسسات الخيرية الأفريقية إلى دعم الصندوق. وقالت: "لم نشهد قط مثل هذا الجهد المتضافر من قبل المانحين والحكومات الوطنية والشركاء الآخرين في التعاون للحد من وفيات الأمهات والرضع في أفريقيا. وبصفتنا كمؤسسة «دلتا للأعمال الخيرية»، فلقد رأينا بشكل مباشر كيف أن الاستثمارات الجماعية تدفع إلى تغيير حقيقي وتحويلي ... ونأمل أن تنضم إلينا منظمات خيرية أفريقية أخرى في هذه الرحلة المهمة".
وقال السير كريس هون، وهو مؤسس ورئيس مؤسسة «صندوق استثمار الأطفال»: "إن وفاة الأمهات والأطفال أثناء الولادة لأسباب يمكن تجنبها هي مهزلة مروعة – لكن إنهاء هذه المهزلة المروعة هو أمر في متناول أيدينا. ومن خلال العمل مع الحكومات الأفريقية، سوف يكون لصندوق البدايات تأثير عميق، مما يمنح ملايين الأطفال بداية صحية في الحياة". وحث المانحين الآخرين على "التحرك" من أجل "تحسين تقديم التدخلات المنقذة للحياة لضمان بقاء الأمهات والأطفال الأفارقة على قيد الحياة والازدهار".
إن مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني هي مؤسسة تابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، ولقد تم تأسيسها في نوفمبر 2024 بموجب مرسوم اتحادي لمواءمة وتعزيز الجهود الخيرية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. - P