أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس عن إنشاء أول مكتب إقليمي لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مدينة محمد بن سلمان غير الربحية في الرياض. ويعكس هذا الإعلان الذي جاء خلال الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في الرياض في أبريل 2024 وحضره بيل غيتس شخصياً، بداية حقبة جديدة من التعاون بين المملكة العربية السعودية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في مجالات الصحة والتخفيف من الفقر ومشاركة الشباب.
وخلال الاجتماع، تعهدت السعودية بتقديم تمويل بقيمة 500 مليون دولار للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GEPI)، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تقودها حكومات وطنية مع ستة شركاء هم منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس والتحالف العالمي للقاحات (غافي).
ويمثل التزام المملكة العربية السعودية الأخير الممتد لخمس سنوات من الدعم أكبر تعهد متعدد السنوات من قبل جهة مانحة سيادية للاستراتيجية الحالية للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، تعهدت السعودية بتقديم 100 مليون دولار لدعم صندوق العيش والمعيشة Lives and Livelihoods Fund، وهو أكبر مبادرة تنموية متعددة الأطراف في الشرق الأوسط تستهدف مساعدة الفقراء وانتشالهم من براثن الفقر في 33 دولة عضو في البنك الإسلامي للتنمية من خلال الاستثمار في تعزيز الرعاية الصحية الأولية، والقضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ودعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والزراعة في المناطق الريفية، وتحسين البنية التحتية الأساسية.
وإلى جانب القضاء على شلل الأطفال ودعم صندوق العيش والمعيشة، أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس عن خطط للتعاون مع مؤسسة مسك، التي أنشأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتعزيز مشاركة الشباب ودور قطاع المنظمات غير الربحية وغير الحكومية في البلاد.
وإلى جانب القضاء على شلل الأطفال ودعم صندوق العيش والمعيشة، أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس عن خطط للتعاون مع مؤسسة مسك، التي أنشأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتعزيز مشاركة الشباب ودور قطاع المنظمات غير الربحية وغير الحكومية في البلاد.
ثاني شخص من اليسار - تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، ميان محمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان؛ وفهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة السعودي؛ عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ أنيتا زيدي، رئيسة قسم المساواة بين الجنسين، مؤسسة بيل وميليندا غيتس. الصورة: المنتدى الاقتصادي العالمي
وأفادت مؤسسة بيل وميليندا غيتس أيضاً أنها ستتعاون مع وزارة الصحة السعودية لتعزيز جهود مراقبة الأمراض وإجراء الفحوصات، وتوفير حلول آمنة للحفاظ على النظافة العامة لملايين الحجاج، وتقديم المساعدة الفنية لدعم قدرات المملكة في تصنيع اللقاحات بهدف مساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في الحصول على اللقاحات بتكاليف أقل.
بدوره، قال فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة السعودي (في الصورة بالأعلى): "يواجه عالمنا اليوم العديد من التحديات الصحية، ومن هنا تبرز مسؤولياتنا ودورنا في تقديم مساهمات نوعية بالتعاون مع شركائنا في ردم مثل هذه الفجوات، ونحن ندرك أنه من خلال توحيد جهودنا، يمكننا التخفيف من معاناة العديد من الأفراد وتحسين ظروفهم الصحية".
من جهتها، قالت أنيتا الزيدي، رئيسة قسم المساواة بين الجنسين في مؤسسة بيل وميليندا غيتس: “إنها مناسبة بالغة الأهمية بالنسبة لنا لتوسيع شراكتنا مع المملكة العربية السعودية. فهذا التعهد يمثل أكبر مساهمة تقدمها دولة ذات سيادة على الإطلاق لبرنامج القضاء على شلل الأطفال، مما يشير إلى الدور الاستباقي الذي تضطلع به الحكومات في الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، لتعزيز الصحة العالمية والنهوض بالتنمية".
كما استغل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس هذه المناسبة للإعلان عن تخصيص 4 ملايين دولار كمنحة إغاثة إنسانية بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة. وسيتم توجيه هذا التمويل عبر منظمة اليونيسيف لتقديم المساعدات والتدخلات الصحية وضمان توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي في القطاع.