أعلنت الأنصاري للصرافة، إحدى الشركات الكبرى في مجال صرف العملات وتحويل الأموال في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس عن تعهد مشترك بقيمة 10 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة شلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وسيساهم هذا التبرع، الذي سيتم تقديمه في إطار برنامج مطابقة التبرعات التابع لمؤسسة غيتس، في تمويل أدوات واستراتيجيات جديدة للحد من أعباء الأمراض المدارية المهملة، وهي مجموعة من الأمراض يطال تأثيرها أكثر من 1.7 مليار شخص، لاسيما في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
كما سيتم استخدام الأموال التي تم التعهد بها لدعم الحملة العالمية المستمرة من أجل القضاء على شلل الأطفال.
وفي هذا السياق، أفاد بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة غيتس: "نحن ملتزمون بالعمل معاً للحد من عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية ... خلال سعينا نحو القضاء على الأمراض المدارية المهملة واجتثاث شلل الأطفال".
وسيتم توجيه الأموال إلى صندوق بلوغ الميل الأخير Reaching the Last Mile Fund، وهو عبارة عن منصة متعددة المانحين بقيمة 100 مليون دولار أطلقها ولي عهد أبوظبي عام 2017 بالشراكة مع مؤسسة غيتس. ويدير هذا الصندوق، الذي تبلغ مدته 10 سنوات، صندوق إنهاء الأمراض المهملة END Fund، وهو مبادرة خيرية مكرسة للقضاء على خمسة من أكثر الأمراض المدارية المهملة شيوعاً، لكنه يركز بشكل خاص على مكافحة العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي.
ويذكر أن العمى النهري، أو داء كلابية الذنب، هو مرض يصيب العيون والجلد وينتقل عن طريق لدغات الذباب الأسود المصاب. وتحدث أكثر من 90 في المئة من الإصابات بهذا المرض في أفريقيا. أما داء الفيلاريات اللمفي فهو مرض ينتقل عن طريق البعوض، ويعرف أيضاً بداء الفيل بسبب الأعراض التي يسببها. ويؤثر هذا المرض على أكثر من 890 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويتسبب بإعاقات وتشوهات للعديد من المصابين.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد ساهم بمبلغ 20 مليون دولار لدى إطلاق الصندوق، وتمت مطابقة هذا المبلغ بتبرع بقيمة 20 مليون دولار من مؤسسة غيتس الخيرية.
"نؤكد عزمنا على مواصلة العمل المشترك لدعم الجهود المبذولة في سبيل مكافحة الفقر والأمراض في مختلف أنحاء العالم".محمد الأنصاري، رئيس مجلس إدارة الأنصاري للصرافة.
ويعد هذا التعهد المشترك الثاني من نوعه بين شركة الأنصاري للصرافة ومؤسسة غيتس. ففي عام 2012، التزم الشريكان بتقديم 10 ملايين دولار مناصفة على مدى خمس سنوات لدعم جهود القضاء على شلل الأطفال في كل من باكستان وأفغانستان، فضلاً عن الوقاية من الأمراض المدارية المهملة وعلاجها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد تم توجيه التمويل إلى صندوق إنهاء الأمراض المهملة والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
وفي معرض حديثه عن الالتزام الجديد، أفاد محمد الأنصاري، رئيس مجلس إدارة الأنصاري للصرافة، أن شركته عملت على تأسيس شراكات فعّالة وطويلة الأمد مع المؤسسات الخيرية والمعاهد المختلفة.
وأضاف الأنصاري قائلاً: "يسعدنا أن تكون مؤسسة بيل وميليندا غيتس إحدى شركائنا العالميين في هذه المهمة النبيلة، ونؤكد عزمنا على مواصلة العمل المشترك لدعم الجهود المبذولة في سبيل مكافحة الفقر والأمراض في مختلف أنحاء العالم".
وفي خبر مستقل لكنه وثيق الصلة، أعلنت النيجر الواقعة غرب أفريقيا الأربعاء أنها تستعد لأن تصبح أول دولة أفريقية تقضي على العمى النهري، ما يشكل تتويجاً لأكثر من أربعة عقود من العمل الدؤوب في هذا المجال.
وفي فعالية أقيمت في إكسبو 2020 دبي، قالت النيجر أنها بصدد إعداد الوثائق المطلوبة لمصادقة منظمة الصحة العالمية على خلوها من المرض.
ويعتبر هذا الإعلان إنجازاً مهماً ليس فقط لدولة النيجر بل للقارة على اتساعها، ما يرسل رسالة مفادها أن القضاء على هذا المرض قابل للتحقيق في البلدان الأخرى كذلك.
وقد تمت استضافة هذه الفعالية من قبل مبادرة بلوغ الميل الأخير، وهي عبارة عن مجموعة من برامج الصحة العالمية التي يدعمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من بينها صندوق بلوغ الميل الأخير. وكان من بين الحضور بيل غيتس وريم الهاشمي، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، وأغادا غاربا، سفير جمهورية النيجر لدى دولة الإمارات.
وقد أشاد غيتس بقيادة النيجر في مكافحة المرض "الذي بدا القضاء عليه ذات يوم أمراً مستحيلاً".
وعن ذلك قال: "أنا ممتن للغاية لجميع من شارك في هذا الإنجاز، لا سيما أبناء النيجر الذين تمكنوا من تحقيق هذا الحلم بفضل جهودهم". وأضاف قائلاً: "أود على وجه الخصوص أن أتقدم بخالص الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لرؤيته الحكيمة بإطلاق صندوق بلوغ الميل الأخير الذي سخّر أحدث التقنيات والأساليب لمكافحة الأمراض المدارية المهملة وتقديم الدعم للنيجر في مسيرتها لبلوغ خط النهاية".
** تم نشر نسخة من هذه المقالة لأول مرة على موقع ’زمن العطاء‘.