انضمت ليلى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، إلى أيلا باجوا، نائب الرئيس الأول لقطاع الاستدامة في موانئ دبي العالمية، لمناقشة دور العمل الخيري والتمويل الذي يقدمه القطاع الخاص في تطوير الحلول القائمة على الطبيعة.
وقد استُهل الحوار، الذي استضافته منصة سيركل في جامعة نيويورك أبوظبي، بإحصائية مهمة تؤكد من جديد على الحاجة الملحة للتصدي لتغير المناخ والاعتراف بآثاره البعيدة المدى على البيئة والاقتصاد والتنمية المستدامة.
وقالت عبد اللطيف: "من الواضح أن تغير المناخ يتقدم بوتيرة تفوق سرعتنا، ويتجلى ذلك في الارتفاع الكبير في عدد الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ والتي تضاعفت في العقد الماضي مقارنة بالثمانينيات".
وشددت عبد اللطيف على أنها "بالتأكيد مسألة تتطلب اهتماماً أكبر، فنحن ندرك جيداً أن تغير المناخ يؤثر بشدة على الطبيعة". وأضافت أنه "وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي في العالم بشكل معتدل أو شديد على الطبيعة، مما يجعله عرضة للخطر بسبب فقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، وتدهور النظم البيئية - وجميعها عواقب ناتجة عن تغير المناخ".
وركزت المناقشة، التي أدارها أنطونيوس فولوديس، رئيس قسم الاستدامة والوصاية في جامعة نيويورك أبوظبي، على الحلول القائمة على الطبيعة، والتي يطلق عليها أحياناً مسمى "الحلول الطبيعية لمواجهة تغير المناخ" وتتضمن الحفاظ على النظم البيئية أو استعادتها أو إدارتها بشكل فعّال عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
ومن الأمثلة على الحلول القائمة على الطبيعة السماح للغابات بالنمو من جديد، واستعادة الأراضي الرطبة الساحلية، واعتماد التقنيات الزراعية الإصلاحية، مثل تناوب المحاصيل، التي تعزز التربة الصحية.
ويتم تمويل مشروع الحلول المستندة إلى الطبيعة لمصلحة المناخ والتنوع البيولوجي والناس في دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل بنك HSBC، ويتم تنفيذه من خلال شراكة مع وزير التغير المناخي والبيئة ووزير الاقتصاد ووكالة البيئة – أبوظبي وحكومة أم القيوين والمركز الدولي للزراعة الملحية.
ويعد هذا المشروع جزءاً من شراكة حلول المناخ لبنك HSBC، وهي مبادرة خيرية عالمية يتم تنفيذها بالشراكة مع معهد الموارد العالمية والصندوق العالمي للطبيعة، للمساهمة في توسيع نطاق الحلول المستندة إلى الطبيعة العالية التأثير التي تلقط ثاني أكسيد الكربون وتحمي النظم البيئية الطبيعية.
"من الواضح أن تغير المناخ يتقدم بوتيرة تفوق سرعتنا".ليلى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة
في الوقت نفسه، قدمت باجوا، ممثلة موانئ دبي العالمية، رؤى حول المشاريع والشراكات التي خاضتها الشركة مؤكدة على هدفها في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.
واتفقت المتحدثتان على أهمية إنشاء أطر لتحديد المبادرات المتعلقة بالمناخ والحلول القائمة على الطبيعة، وشددتا على إمكانات التمويل المختلط وقدرته على تحفيز التمويل المناخي للتوصل إلى حلول مبتكرة ذات إمكانيات كبيرة للتوسع.
وذكر المشاركون أن من شأن رأس المال الخيري أن يخفف من المخاطر المرتبطة بالاستثمارات، ما يجعلها مجدية تجارياً وجذابة للمزيد من الاستثمار التجاري. وتبعت حلقة النقاش ثلاث ورش عمل تفاعلية حول المناخ/التمويل قام بتيسيرها مجموعة من الخبراء العالميين.
وأدار أرافيندان سرينيفاسان، مدير التعاون المواضيعي في مؤسسة ’أيه في بي إن‘ AVPN وجاججيت سارين، الرئيس المشارك لقسم ممارسات المناخ العالمي في شركة ’دالبيرغ‘ Dalberg الاستشارية، جلسة ركزت على التحديات والفرص أمام العمل الخيري من أجل المناخ وتبادلا الأفكار والدروس من تجاربهما في آسيا.
وناقش بول رونالدز، المؤسس والرئيس التنفيذي لمبادرة ’غلوبال فينتشرز‘ التابعة لمنظمة إنقاذ الطفولة، وهي منصة رائدة للاستثمار والتمويل المبتكر، النماذج المبتكرة والدور المهم الذي يمكن للعمل الخيري أن يلعبه من أجل توسيع الحلول القائمة على الطبيعة.
بالإضافة إلى ذلك، استكشفت سوبارنا ماثور، المستشارة لدى برنامج المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في جامعة نيويورك أبوظبي ونانسي جليسون، مديرة مركز هيلاري بالون في جامعة نيويورك أبوظبي، الاستراتيجيات الكفيلة بجعل العمل الخيري المناخي أكثر شمولاً.
وتم تنظيم هذه الفعالية من قبل منصة سيركل ومبادرة بيرل ومبادرة العمل الخيري الاستراتيجي (SPI) في جامعة نيويورك أبوظبي.