التمويل المحلي، والتأثير العالمي

إن مؤسسة ليجاتوم، وهي الذراع الخيري لشركة ليجاتوم، وشركة استثمارية عملاقة مقرها في دبي، كانت قد صنعت لنفسها اسماً من خلال إنشاء صناديق تعاونية ديناميكية تستهدف مجموعة من القضايا الاجتماعية تتراوح ما بين العبودية الحديثة، وأمراض المناطق المدارية المهملة، والأطفال غير الملتحقين بالمدارس.

والآن، استناداً على ما يفوق عقد من التأثير من خلال صندوق الحرية، وصندوق النهاية، وصندوق لومينوس، فإن ليجاتوم تطلق أداة ومركبة رابعة، ألا وهي صندوق ريسيليو، والمكرس لتقديم المنح الصغيرة للمنظمات غير الحكومية العاملة في الخطوط الأمامية للبيئات الإنسانية.

وتهدف ريسيليو، والتي من المقرر إطلاقها رسمياً في عام 2025، إلى تعبئة 100 مليون دولار أمريكي في السنوات الخمس الأولى من إنشائها لدعم المنظمات الشعبية والقاعدية الموجودة في مجموعة من مناطق الأزمات بما في ذلك الصومال، وإثيوبيا، والسودان، وميانمار، والفلبين، ولبنان.

والفكرة، كما أوضح رئيس مؤسسة ليجاتوم، جاي كايف، في مقابلة مع بودكاست سيركل «تشكيل العمل الخيري»، هي توجيه الاستجابة الإنسانية مباشرة إلى الأشخاص المتضررين، وهذا بدلاً من الاعتماد على تدفق التمويل عبر المؤسسات.

وقال: "نحن ندعم نهجاً محلياً للغاية والذي يتطلع إلى الوقوف وراء ودعم ما تفعله المجتمعات المحلية مسبقاً لمساعدة نفسها". وأضاف بأن "هذه المنح الصغيرة هي تماماً ما يمكن أن نسميها «قائمة على الثقة» – إذ يمكنهم إنفاقها كيفما يعتقدون صحيحاً".

وريسيليو، مثل صناديق ليجاتوم الأخرى، كان قد تم اختباره أولاً كبرنامج تجريبي، ومن ثم بدأ في عام 2021. ومنذ ذلك الحين عمل في ستة بلدان، بما في ذلك ميانمار حيث تمكنت المجتمعات القروية النازحة بسبب القصف الجوي من تلقي النقود لشراء الغذاء في غضون 24 ساعة، وكذلك في السودان حيث تمت تعبئة المتطوعون الشباب لمساعدة المجتمعات المتضررة من النزاعات العنيفة.

وقال كايف: "على المستوى العملي، فإنه سريع وفعال، وذلك لأن النقود تمكّن الناس من شراء الأشياء محلياً". وأردف بأن "هذا يعني أيضاً أن يصبح لديهم إحساساً حقيقياً بالملكية، ويمنحهم الكرامة." وأسترسل قائلاً إن تقييمات ما بعد المنح قد أظهرت أيضاً كيف استخدم العديد من المستفيدين المنح الأولى لتمويل البقاء على قيد الحياة، وكيف انتقلوا بعد ذلك نحو تعزيز قدرتهم على الصمود ليكونوا مستعدين بشكل أفضل للكوارث المستقبلية.

وخلال المقابلة، التي تم تسجيلها في المقر الرئيسي لمؤسسة ليجاتوم في مركز دبي المالي العالمي، فإن كايف قد تحدث أيضاً عن برنامج تجريبي آخر للمؤسسة، وهي مبادرة عدالة التي تستهدف الأشخاص العالقين رهن الاحتجاز قبل المحاكمة، وكيف كانت تساعد على الحد والتقليل من الاكتظاظ والازدحام في السجون الأوغندية.

وتشمل المواضيع الأخرى التي تم استكشافها في المقابلة أهمية قياس التأثير (وليس فقط «المدخلات»)، وكيف أن الشراكات الجيدة هي المفتاح للتعاون الفعال.