كيف يمكن للعمل الخيري الاستثماري أن يطلق العنان للإمكانات

تتحدث بريجيت هيلمز، المديرة التنفيذية لمركز ميلر للأعمال الحرة الاجتماعية، بشأن الحاجة إلى النظم الإيكولوجية المؤثرة

Shutterstock 2290936707

بريجيت هيلمز هي رائدة في مجال التنمية العالمية، والإدماج المالي والاقتصادي، والسياسة الاقتصادية، وتنظيم الأعمال الحرة الاجتماعية. وتم تعيينها مديرة تنفيذية لمركز ميلر للأعمال الحرة الاجتماعية بجامعة سانتا كلارا في عام 2020 بعد ثلاثة عقود من العمل في أكثر من 45 دولة نامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لصالح مجموعة من المنظمات العامة والخاصة بما في ذلك شركة التنمية العالمية «DAI»، والبنك الدولي، ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية، وشركة «Mckinsey & Company». وبريجيت حاصلة على درجة الدكتوراه والماجستير في التنمية والاقتصاد الزراعي من جامعة ستانفورد؛ وماجستير في دراسات أمريكا اللاتينية والاقتصاد الدولي من كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة؛ وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة سانتا كلارا. 

يبدو مصطلح "العمل الخيري الاستثماري" وكأنه تناقض لفظي لأن "العمل الخيري" يدور حول العطاء والتأثير، و"العمل الاستثماري" يدور حول الربح والعوائد. ولكن هذا الشد والتوازن هو الذي يخلق جمال العمل الخيري الاستثماري.

وأن ننتهج العمل الخيري من خلال عدسة استثمارية – والوفاء بكلا الهدفين في آن واحد – يمكنه أن يؤدي إلى نتائج تتجاوز النهج الخيري فقط أو النهج الاستثماري فقط. فإن الكل هو أكبر من مجموع أجزائه.

وبدلاً من النظر إلى الناس على أنهم إما قضايا خيرية أو مصدر للعوائد المالية، فإن العمل الخيري الاستثماري يغطي هاتين العدستين، ويمول الكيانات غير الربحية والربحية التي تسعى إلى تحقيق هدف ثلاثي – اجتماعي وبيئي ومالي – ودون الحاجة إلى عائد مالي تنافسي تجارياً للاستثمارات.

وخلافاً للمنح المقدمة لمدة عام واحد والذي يتسم به معظم العطاء الخيري، فإن تمويل الأعمال الخيرية الاستثمارية يمتد عادة على مدى عدة سنوات. ويسمح هذا التمويل الأكثر صبراً للمؤسسات بمعالجة التحديات الأكثر تعقيداً من خلال مشاركتها الموسعة، ويصبح الممولون أكثر انخراطاً في تقديم التوجيه الاستراتيجي للشركات الموجودة في حافظتهم.

ويرتدي العمل الخيري الاستثماري عباءة المخاطرة بطريقة لا يستطيع العمل الخيري التقليدي ولا رأس المال الاستثماري التقليدي أن يتحملها.

ويعد رأس المال الأكثر صبراً ومرونة هذا مثالياً لمنظمي الأعمال الحرة والشركات الناشئة في المراحل المبكرة، والتي لولا ذلك لكان من المخاطرة أو التكلفة أن تجتذب أأنواعاً أخرى من رأس المال المؤثر. وبهذه الطريقة، يكون العمل الخيري الاستثماري محفزاً على بناء النظم الإيكولوجية الناشئة وذات التأثير.

ومن خلال رعاية المؤسسات الاجتماعية التي هي في المراحل المبكرة، فإنه يمكن للعمل الخيري الاستثماري أن يساعد على تعبئة خط أنابيب الاستثمار بالشركات التجارية أثناء ما هم يتوسعون، وهذا حتى وصولهم إلى النقطة التي يمكنهم فيها اجتذاب المستثمرين المؤثرين مع تحمل أقل للمخاطر. ومن خلال القيام بذلك، فإن العمل الخيري الاستثماري يعزز تطوير نظام إيكولوجي قوي ومؤثر.

"إننا نعتقد أن العمل الخيري الاستثماري يمكن أن يكون أداة قوية لإطلاق التغيير الاجتماعي التحويلي، والشرق الأوسط جاهز لتطوير هذا النظام البيئي المؤثر."

بريجيت هيلمز

وتؤمن منظمتي، مركز ميلر للأعمال الحرة الاجتماعية في جامعة سانتا كلارا، إيماناً راسخاً بأن رأس المال الأكثر صبراً والراعي للعمل الخيري الاستثماري، والذي يرغب في تحمل المخاطر والاستثمار على المدى الطويل، لديه القدرة على إطلاق العنان للتغيير التحويلي.

ولهذا السبب، أنشأنا في عام 2020  مركز ميلر لرأس المال: وهو صندوق ديون ذو تأثير أولاً، والذي يحفز رأس المال للمؤسسات الحرة الاجتماعية عبر مجتمع مركز ميلر لدينا، والذي يتصدر دفع ما يقرب 80 في المئة منه النساء و/أو محلياً.

وعلى مدى فترة أربع سنوات، فلقد استثمرنا في 29 مؤسسة، وحفزنا رأس مال قدره 19.7 مليون دولار أمريكي، وقمنا بتحسين حياة 1.3 مليون شخص.

ونحن نرى إمكانات هائلة لكامل النظام الإيكولوجي المؤثر، وبما في ذلك العمل الخيري الاستثماري، لمعالجة القضايا ذات الأهمية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتحقيقاً لهذه الغاية، فلقد بدأنا العمل بشكل أكثر تواتراً مع مسرعات أعمال أخرى والمؤسسات الاجتماعية والمستثمرين المؤثرين في المنطقة.

Caterpillhers Image 2 1

 «CaterpillHERs»، وهي منصة تعليمية رقمية ومسرعة أعمال ذات مقر في الباكستان والتي تبني برامج الأعمال الحرة ومسرعات الأعمال الاحترافية للنساء.

وعلى سبيل المثال، عقدنا شراكة مع «CaterpillHERs»، وهي منصة تعليمية رقمية ومسرعة أعمال ذات مقر في الباكستان والتي تبني برامج الأعمال الحرة ومسرعات الأعمال الاحترافية للنساء.

كما أنها توفر الموارد وفرص التواصل للمانحين والمتخصصين في المسؤولية الاجتماعية للشركات في الشرق الأوسط، بما في ذلك المؤتمرات المحلية واللقاءات التقنية وغيرها من أحداث التواصل التي تنظمها هي والمنظمات الشريكة.

وحتى الآن، وصلت CaterpillHERs إلى 2.5 مليون فرد في جميع أنحاء الباكستان، بما في ذلك في المناطق النائية، وقامت بتدريب وتمكين وتطوير الحياة المهنية لمئات النساء – وبدء رحلات أعمالهن الحرة وتوسيع نطاقها وتزويدهن بالمهارات والثقة للازدهار مهنياً.

والمنظمات الأخرى في حافظتنا هي: Deevabits ، التي توزع تكنولوجيا الطاقة الشمسية خارج الشبكة عبر منظمي الأعمال الحرة المحليين الذين يخدمون المجتمعات الريفية في جميع أنحاء كينيا؛ و Warc Africa ، التي توفر المدخلات والتدريب والوصول إلى الأسواق للمزارعين، وخاصة مزارعي الذرة في شمال غانا؛ و Awaaz.De ، التي  تقوم برقمنة التمويل الأصغر لجعل الخدمات المالية ميسورة التكلفة وشاملة وسهلة الاستخدام لعملاء الميل الأخير في الهند.

وفي جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تواجه العديد من التحديات الاجتماعية والبيئية، فإن فرصة تنظيم الأعمال الحرة الاجتماعية من أجل تعزيز المجتمعات المرنة والتغيير الإيجابي فهي واضحة.

وفي الوقت الحالي، فإن أقل من 1 في المئة من تمويل المشاريع يذهب إلى المشاريع التي تقودها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – على الرغم من القاعدة القوية والمتنامية من منظمي الأعمال الحرة الاجتماعيين والمستعدين لاستيعاب رأس المال والبدء في معالجة قضايا الخطوط الأمامية، مثل القدرة على التكيف مع تغير المناخ والقوة الاقتصادية للمرأة.

وفي مركز ميلر، فإننا نعتقد أن العمل الخيري الاستثماري يمكن أن يكون أداة قوية لإطلاق التغيير الاجتماعي للتحول، والشرق الأوسط جاهز لتطوير هذا النظام الإيكولوجي المؤثر.

وفي الواقع، وفقاً لتقرير بحثي جديد صادر عن شريكة سيركل «مبادرة بيرل» وكذلك عن عضو سيركل وفاعلة الخير من الجيل التالي «لين زوفيغيان»، فإن ما يقرب من نصف الجهات المانحة من الجيل التالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستخدم الاستثمار القائم على التأثير أولاً وغيرها من الأساليب غير التقليدية للعطاء. 

وما الذي تنتظره؟ الآن هو الوقت المثالي لوضع مجموعة من خيارات التمويل ذات التأثير أولاً وغير التقليدية والواعية اجتماعياً موضع التنفيذ. وآمل أن تستكشفوا وتمولوا المؤسسات الاجتماعية التي تهمكم شخصياً. وعندما ندعم المنظمات بشكل فردي وجماعي، فإننا جميعاً نفوز.

وهذه مؤسسات اجتماعية ناجحة أخرى تعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

  • Humanity Crew، التي شاركت في العديد من برامج مركز ميلر، تكرس جهودها لتقديم خدمات الصحة العقلية والخدمات النفسية والاجتماعية للحد من مخاطر الصدمات وتعزيز المرونة الوظيفية لدى الأطفال والبالغين المتضررين من الكوارث في الشرق الأوسط وحول العالم.
  • تقدم شركة AKYAS Sanitation التي تتخذ من الأردن  مقراً لها حلاً لإدارة النفايات البشرية التي يمكن الوصول إليه وبأسعار معقولة، وهو يستهدف واحداً من بين كل أربعة أشخاص على مستوى العالم يستخدمون مراحيض محفورة.
  • Polly and other stories، وهي خريجة أخرى من برنامج مركز ميلر، تعمل مع مجتمع متنوع من الحرفيين والمصممين والفنانين ورجال الأعمال المبتكرين في جميع أنحاء الباكستان، مما يوفر سوقاً منسقاً بعناية لبيع المنتجات الفريدة القائمة على الثقافة المحلية والجماليات والحرف اليدوية. وتساعد المؤسسة الاجتماعية منظمي الأعمال الحرة المحليين على تطوير وبيع منتجاتهم لجمهور عالمي مع تمكين الشركات والحرفيين من النمو والتعلم وكسب لقمة العيش.

وللعثور على المزيد من المنظمات مثل هذه، ابحث في مؤشر سيركل، وهي قاعدة بياناتنا للممولين الإقليميين والمنظمات غير الربحية والمؤسسات الحرة الاجتماعية.