تجاوز النمط التقليدي
يقدم الدليل الإرشادي هذا ثلاث فئات رئيسية من الأعمال الخيرية للشركات، فضلاً عن نظرة عامة على مبادرات العطاء الشائعة المرتبطة بتلك الفئات.
يقدم الدليل الإرشادي هذا ثلاث فئات رئيسية من الأعمال الخيرية للشركات، فضلاً عن نظرة عامة على مبادرات العطاء الشائعة المرتبطة بتلك الفئات.
يمكنكم من خلال فهم فئات الأعمال الخيرية للشركات ومبادرات العطاء الشائعة ذات الصلة بها، مساعدة مؤسستكم على التفكير بعناية في الخيارات المتاحة التي تسمح لها صياغة مجال تركيزها الخاص، وهو الأمر المفيد بصفة خاصة في أوقات الحاجة الشديدة أو في أعقاب الأزمات الإنسانية التي تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة.
يتخذ العطاء المؤسسي أشكالاً عديدة، وحتى وقت قريب كانت المؤسسات تمارس تفضيلات فردية في خصائص وسمات عطائها، تتمثل في القضايا التي تعمل عليها، والجهات المستهدفة بالعطاء، ونوع الموارد التي تقدمها، والطريقة التي تقدم بها دعمها، حتى بات العطاء المقدم من جميع الشركات تقريباً يندرج مؤخراً تحت إحدى الفئتين التاليتين:
وقد سيطرت الإسهامات في التدخلات الحالية - كتقديم المنح الدراسية ودعم بنوك الطعام - تقليدياً على مشهد العطاء المؤسسي. مع ذلك، يبرز اليوم توجه متزايد نحو الأعمال الخيرية القابلة للتوسع بدرجة عالية، والمدفوعة بالنتائج، والبعيدة الأمد. وقد وسع هذا التحول نطاق الفئتين البسيطتين ليشمل فئة ثالثة "هجينة":
ضمن تلك الفئات الواسعة النطاق، تتميز معظم الأعمال الخيرية للشركات اليوم بثلاثة أنواع متميزة من مبادرات العطاء:
وسوف نناقش كل من فئات ومبادرات العطاء بمزيد من التفصيل في هذا الدليل.
سواء كانت تبرعاتكم تغلق عجزاً في الميزانية لبرنامج شهير، أو تضع حجر الأساس لمختبر يجري بحثاً حديثاً جديداً ومتميزاً، أو تعمل على تطوير برنامج تجريبي بعد مرحلة البدء، فإن الفئات الثلاث من المساهمات تعتبر جزءاً لا يتجزأ من النظام البيئي الخيري، تتفرد كل منها لتنطوي على نسبة من المخاطر والمنافع الخاصة بها، والأهم من ذلك أن لكل من تلك المساهمات فرصة متساوية لإحداث التأثير الذي تتطلعون إليه.
تساعد المساهمات في التدخلات الحالية المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني على الحفاظ على عملياتهم الحرجة، حيث تقدم هذه المنظمات البرامج التي تلقى الدعم عن طريق جمع الأموال بصفة مستمرة وتكرار المساهمات. وبالنسبة للمبادرات بعيدة الأمد على وجه الخصوص، مثل الحملات التي تهدف إلى تغيير السلوكيات، مثل التدخين عند الشباب، تتسّم تلك الفئة من العطاء بالاستمرارية من عام إلى آخر، بما يسمح بتحقيق تقدم ملموس. وفي حين أن فئة العطاء تلك لا تتصدر العناوين الرئيسية دائماً إلا أنها أساسية وتوفر لبنات البناء التي تعمل عليها المؤسسات غير الربحية.
تعمل مبادرات دعم سدّ الفجوات من خلال تلبية احتياجات الموارد الملحّة أو المتوقعة لدى المؤسسات والبرامج التي تعمل عليها. ويجوز أن تكون مبادرات العطاء من هذا النوع مالية أو عينية. وسواء كانت لأجل الاسهام بهبات عامة أو ميزانيات تشغيل سنوية، أو تغطية الثغرات الملحة في التمويل والموارد الأخرى، فإن دعم سدّ الفجوات يحافظ على ما يُعرف بـ "تسليط الضوء" على المؤسسات والأفكار الجيدة الجديرة بذلك في كل مكان. ولقد بات دعم سدّ الفجوات ممكناً من خلال تطوير فهم الاحتياجات الحالية في المجتمع إما بالعمل مع المؤسسات للوقوف على الثغرات أو بفتح باب المقترحات المقدمة دون طلب من المؤسسة.
فاجأت جائحة فيروس كورونا المستجد العالم بينما العديد من الأنظمة غير مهيأة بشكل جيد للوفاء بمتطلبات الصحة الاجتماعية والاقتصادية والصحة العامة، وكانت الأعمال الخيرية للشركات التي استجابت لاحتياجات المجتمع من خلال مبادرات دعم "سد الفجوات" هي التي عملت على توفير إمدادات متزايدة من معدات الوقاية، وتعزيز مخزون المواد الغذائية في بنوك الطعام المحلية، وتقديم المساعدات النقدية للعاطلين عن العمل، وتخفيض الرسوم الدراسية للأسر المتضررة، والتبرع بالمعدات للطلبة لمتابعة الدراسة من المنزل، فضلاً عن توفير وسائل النقل للعودة إلى الوطن في حالات الطوارئ، إلى جانب أنواع أخرى من الدعم.
تسمح المساهمات في التدخلات الجديدة للمجتمع المدني والمنظمات المجتمعية - خاصة الجامعات وجهات الابتكار الأخرى - بإدخال مفاهيم جديدة على الحياة، محققة بذلك نتائج مبهرة لا حدّ لها، قد يكون لها آثار إيجابية ودائمة على البشر والبيئة والحيوانات وغيرها.
وتحمل المبادرات الجديدة مخاطر كبيرة، وتعتبر مستحيلة تماماً بدون دعم يعطي الأولوية للابتكار. ولا غنى عن هذه الفئة من العطاء خاصة فيما يتعلق بالتجارب العلمية والبحوث المتعلقة بالسياسات، والتي تعتمد على العطاء الجريء والمغامر للمضي قدماً.
تقدم مبادرات تعزيز التقدم الموارد التي تحفّز أو تتيح ا لابتكار والتطور، ويمكن تقديمها لمؤسسات جديدة أو حالية تضطلع بتدخل جديد. وقد تتخذ أشكالاً عديدة، من البحث الافتراضي إلى المشاريع التجريبية الشعبية، وبشكل عام تتطلب تلك المشاريع التزامات مالية كبيرة، ومن ثم فإنها غالباً ما تُنفّذ بتمويل مشترك من جهات مانحة تحمل نفس الفِكر والتوجه.
ويصبح تعزيز التقدم ممكناً متى كان بوسع مؤسستك إما توقع احتياجات المجتمع أو متى كانت منفتحة على اقتراحات ببرامج ذات مستويات أعلى من المخاطرة أو برامج لم يثبت نجاحها بعد وقد لا تحقق نجاحاً أو نتائج فورية. مع ذلك، تجدر الإشارة هنا إلى أن الابتكار لا يتوقف دائماً على الطفرات التكنولوجية عالية التكلفة، بل قد تكون التقنيات منخفضة التكلفة أو التقنيات التناظرية فعالة للغاية في المجتمعات الريفية أو المهمشة وقابلة للتطوير بشكل كبير.
لا توجد بروتوكولات علاج للفيروس التاجي الجديد الذي ينتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم. وكانت الأعمال الخيرية للشركات التي استجابت للوباء من خلال مبادرات "تعزيز التقدم" هي تلك التي ساهمت في تطوير لقاح، وهندسة معدات طبية جديدة، وتحديد كواشف الاختبار المناسبة، وغيرها من الاستجابات.
تعد المساهمات نحو المناهج الجديدة التي توسّع من نطاق التدخلات الحالية فئة هجينة مهمة تتيح للأفكار الجيدة والبرامج الفعالة فرصة الوصول إلى نطاق أوسع من خلال إيجاد مناهج جديدة للتوسع. ويعد تحديد طرق أكثر فعالية للاستفادة من الموارد، أو توزيع السلع، أو تقديم الخدمات من المظاهر الشائعة لتلك الفئة من العطاء، والتي لها أهميتها في تجربة المشاريع التي تبشر بالخير في مراحلها الأولى ولكنها تتطلب موارد كبيرة أو ابتكاراً من أجل التوسع.
توفر مبادرات "توسعة نطاق الأنشطة الناجحة" الموارد أو الدراية الفنية لتنمية المشاريع التي أثبتت جدواها، ويمكنها دعم الأساليب المبتكرة للوصول إلى المزيد من المستفيدين، أو تعمل ببساطة على ضخ المزيد من الموارد اللازمة للتوسع. ونظراً لأن توسعة النطاق غالباً ما تعني توفير قدرة لوجستية وخدمة تسليم أعلى جودة، يمكن للمبادرات من هذا النوع أن تقدم دعماً مالياً أو عينياً للوسائل والقوى العاملة وشبكات التوزيع وما شابه. وتتلاءم الأعمال الخيرية للشركات بشكل خاص مع هذا النوع من المبادرات لأن بوسعها أن تنقل بفعالية وكفاءة أكبر الملكية الفكرية اللازمة لدعم التعزيز، وتصبح تلك المبادرات ممكنة متى استطاعت مؤسستك تحديد التدخلات الفعالة والقابلة للتطوير، عادة من خلال تقييمات قوية للبرنامج.
وهذه المشاريع ليست محصنة تماماً من المخاطر. وعلى الرغم من أنها قد تثبت نجاحاً في مرحلتها التجريبية الأولية، إلا أنه ليس هناك ما يضمن أنها سوف تحقق صدى مع أعداد سكانية أكبر أو على نطاق أوسع.
تتطلب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) سلسلة سريعة من عمليات نقل التكنولوجيا للحفاظ على الخدمات الحيوية على شبكة الإنترنت، وكانت الأعمال الخيرية للشركات التي استجابت بمبادرات "توسعة نطاق الأنشطة الناجحة" هي تلك التي ساعدت العيادات في تقديم الرعاية الطبية عن بعد لتقليل الضغط على الأنظمة الطبية، وساندت المكاتب الحكومية المهمة في تقديم تفاعلات رقمية مع المتعاملين، وساعدت مقدمي الخدمات الخاصة على تقديم آليات دفع جديدة سمحت بعمليات غير تلامسية آمنة.
لا شك أن فئات ومبادرات العطاء العامة الثلاثة تلك ليست نهاية المطاف فيما يتعلق بتصنيف مشاريع العطاء للشركات. ينطوي كل نوع من أنواع المبادرات على مجموعة غير محدودة تقريباً من "الفئات والأسباب" التي توضح بالتفصيل أين ولمن يتوجه عطاؤكم.
وتشير الفئات إلى الموضوع العام للعطاء من جانبكم، وتشتمل أمثلة المواضيع العامة على الرعاية الصحية والتعليم وتنمية الشباب والبيئة والثقافة. وتعتبر الأسباب موضوع فرعي ضمن فئتكم. على سبيل المثال، قد تكون الأسباب المرتبطة بالفئة الصحية هي البحث الطبي والعلاج والوقاية ودعم المرضى، وما إلى ذلك.
ترغب مؤسستكم في تقديم الدعم للمجتمع أثناء جائحة كورونا المستجد كوفيد-19 عن طريق تكملة الطعام المتاح للأسر والأفراد ذوي الدخل المنخفض من خلال بنك الطعام المحلي. أتتكم الملاحظات والتعليقات التي تفيد بحدوث انخفاض شديد في إمدادات الغذاء علاوة على الزيادة الكبيرة المتوقعة في الطلب خلال الأشهر القليلة المقبلة.و سيكون لدى مبادرة العطاء الخاصة بكم التصنيف التالي:
نظراً لأن بنك الطعام الذي تدعمه مؤسستكم يدير برنامجاً غذائياً تكميلياً منذ أكثر من 10 سنوات،
تقرر المؤسسة دعم التدخل الحالي.
بينما تعملون على سدّ فجوة حرجة في العمليات القائمة، أنتم بذلك تسدون احتياجات بنك الطعام بالدعم الذي تقدمونه.
على الرغم من أن دعمكم يأتي أثناء جائحة فيروسية، إلا أنه يدعم الخدمات البشرية وليس بالضرورة مجال الصحة العامة.
It's a good idea to use a strong password that you're not using elsewhere.
Remember password? Login here
Our content is free but you need to subscribe to unlock full access to our site.
Already subscribed? Login here