السبيل إلى التعلم الرقمي
’ذكي‘ منظمة غير حكومية تتيح للاجئين الوصول إلى فرص جديدة للتعلم والإلمام بالمهارات الرقمية من خلال تحميل المحتوى التعليمي على أجهزة الكمبيوتر المحمولة المعاد استعمالها
’ذكي‘ منظمة غير حكومية تتيح للاجئين الوصول إلى فرص جديدة للتعلم والإلمام بالمهارات الرقمية من خلال تحميل المحتوى التعليمي على أجهزة الكمبيوتر المحمولة المعاد استعمالها
’ذكي‘ هي منظمة غير حكومية تتيح للاجئين الوصول إلى فرص جديدة للتعلم والإلمام بالمهارات الرقمية من خلال قيلمها بتحميل محتوى تعليمي على أجهزة الكمبيوتر المحمولة المعاد استعمالها.
وقد نجحت المنظمة حتى اليوم في توزيع أكثر من ,5,800 جهاز والوصول إلى ما يزيد عن 33,000 طالب في أكثر من 159 مدرسة ومركزاً للاجئين في لبنان والأردن وإلى منظمة تعليمية في أبوظبي ومخيم للاجئين في هولندا.
وفضلاً عن إعادة تدوير أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي كان سيتم تخلص منها لولا ذلك، توفر منظمة ’ذكي‘ فرصة لا تقدر بثمن للتعلم غير المتصل بالإنترنت بالعربية والإنجليزية و(بدرجة أقل) بالفرنسية للمجتمعات التي لا تحصل على الخدمات الكافية وتعاني من محدودية الوصول الموثوق وبأسعار معقولة إلى الإنترنت.
يمكنك نتزيل نسخة PDF من هذه الدراسة هنا.
عندما كانت ردينة عبدو في الثامنة من عمرها، سقطت قنبلة على منزلها في لبنان، مما دفعها للفرار مع شقيقها ووالديها وأجدادها الذين أصابهم الذعر من قريتهم واستقلوا قارب صيد في منتصف الليل واتجهوا إلى قبرص ومن ثم حملتهم سفينة إلى اليونان.
وتتذكر ردينة هذه الحادثة فتقول: "خلال هذه الصدمة، كان أكثر ما يشغل تفكير والديّ هو كيف سنتمكن من استئناف تعليمنا ... فبعد أن اضطرا إلى الفرار من فلسطين في طفولتهما أدركا تماماً أهمية التعليم وقاما بتربيتنا على شعار أن التعليم هو الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تحمله معك أينما ذهبت."
ظلت قيمة التعليم عالقة في ذهن ردينة حتى بلغت سن الرشد، وفي عام 2015، دفعها تصاعد أزمة النزوح العالمية لترك وظيفتها المريحة إحدى الشركات في أبو ظبي وتأسيس منظمة غير حكومية للمساهمة في دعم الأطفال اللاجئين الذين يعيشون في بلاد الشام من خلال توفير أجهزة كمبيوتر محمولة يتم تزويدها بالمواد التعليمية.
وتوضح ردينة قائلة: "لقد شهدنا جميعاً مأساة اللاجئين والنازحين على نطاق هائل .. غير أن الضحايا الأكثر تضرراً هم الأطفال الذين فقدوا تعليمهم والأسوأ من ذلك أنهم فقدوا طفولتهم ومستقبلهم. لقد جعلني ذلك أشعر بأن علي القيام بشيء ما."
من هنا ولدت فكرة منظمة ’ذكي‘ التي تقوم بجمع الأجهزة الإلكترونية المستعملة استعمالاً طفيفاً وتزويدها بمجموعة متنوعة من المحتوى التفاعلي والتعليمي ومن ثم توزيعها على مراكز التعلم التي يتردد عليها اللاجئون من الأطفال والشباب.
ومنذ تأسيسها أعادت ’ذكي‘ استخدام 5,800 جهازاً ووصلت إلى ما يزيد عن 33,000 طالب في أكثر من 159 مدرسة ومركزاً للاجئين في لبنان والأردن وإلى منظمة تعليمية في أبو ظبي، ومخيم للاجئين في هولندا. وتبلغ القيمة العينية للأجهزة الإلكترونية والمحتوى 14 مليون دولار.
وفضلاً عن إعادة تدوير أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي كان سيتم تخلص منها لولا ذلك، توفر منظمة ’ذكي‘ فرصة لا تقدر بثمن للتعلم غير المتصل بالإنترنت بالعربية والإنجليزية و(بدرجة أقل) بالفرنسية للمجتمعات التي لا تحصل على الخدمات الكافية وتعاني من محدودية الوصول الموثوق وبأسعار معقولة إلى الإنترنت.
وحتى وقت قريب، أدارت ردينة منظمة ’ذكي‘ Thaki من هولندا حيث تم تسجيلها كمؤسسة خيرية في غرفة التجارة الهولندية وتحمل صفة "مؤسسة للمنفعة العامة" في هولندا المعروفة اختصاراً بـ ANBI وتتمتع بالإعفاء من الضرائب. كما تم تسجيل ’ذكي‘ كمنظمة غير حكومية في لبنان، ومن خلال شراكتها مع منظمة ليونارد التعليمية يمكنها أن تتلقى التبرعات المعفاة من الضرائب بموجب البند 501 (c)3 في الولايات المتحدة.
تجمع ’ذكي‘ الأجهزة التي "حققت الاستفادة الكاملة منها" من مجموعة من الجهات الداعمة العالمية، من الشركات الكبرى - كبنك ’ستاندرد تشارترد‘ وشركة ’بي دبليو سي‘ PWC وشركة ’جنرال إلكتريك‘ GE والمدارس والجامعات - مثل جامعة نيويورك أبوظبي ومدرسة الجالية الأميركية في أبو ظبي.
وبعد ذلك، يتم تحميل أجهزة الكمبيوتر المحمولة هذه بمجموعة مختارة من البرامج التعليمية والألعاب والدروس باللغة العربية والإنجليزية وأحياناً الفرنسية من مجموعة متنوعة من مزودي الخدمات الدوليين. ويشمل هؤلاء: ناشيونال جيوغرافيك، ودار نشر جامعة أكسفورد، وإدراك (مبادرة تابعة لمؤسسة الملكة رانيا)، وأهلاً سمسم، و’صن شاين بوكس ‘Sunshine Books.
كما توفر منصات مفتوحة المصدر لجداول البيانات ومعالجة النصوص والبرمجة والعرض ثلاثي الأبعاد وغيرها من الأدوات التي تتوافق جميعها مع البرمجيات التجارية، مثل ميكروسوفت. يمكنك الاطلاع على القائمة الكاملة لجميع المحتويات التي يتم تحميلها على أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي توزعها ’ذكي‘ هنا وعلى هذا الفيديو التوضيحي الذي يأخذك في جولة داخل جهاز نموذجي.
وعلى عكس العديد من مبادرات التعلم عن بُعد، يتوفر جزء كبير من محتوى ’ذكي‘ من دون حاجة للاتصال بالإنترنت "وهو أمر متعمد" كما تشرح ردينة. "فلبنان، على سبيل المثال، يعاني من سوء خدمات الانترنت من حيث السرعة والتكلفة. وإذا طلبت من الأشخاص مشاهدة فيديو بطريقة البث المتدفق، فسيكون ذلك أمراً مكلفاً للغاية أو ربما مستحيلاً."
وتضيف ردينة أن وجود خيارات للتعلُّم غير المتصل بالإنترنت يعتبر أمراً مهماً للغاية، موضحة أن ذلك ثبُت بالفعل أثناء الجائحة عندما كان العديد من الأطفال ذوي الدخل المنخفض غير قادرين على التعلم بشكل جيد عن بُعد.
وخلال الزيارات التي تقوم بها ردينة للمدارس ومراكز التعلُّم منذ أن أطلقت منظمة ’ذكي‘، باتت تدرك على نحو متزايد أنه ليس الطلاب فقط هم من يحتاج إلى الدعم.
وتوضح ردينة بالقول: "نعمل أيضاً مع بعض المجتمعات الأكثر ضعفاً في لبنان والأردن، وهي خليط من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وفي بعض الحالات يلمس المعلمون الذين نتعامل معهم جهاز كمبيوتر محمول للمرة الأولى في حياتهم."
وفي محاولة لسد الفجوات في المعرفة والمهارات بين المعلمين، بدأت منظمة ’ذكي‘ في استحداث مجموعة أدوات رقمية ذاتية التوجيه لتعزيز إلمامهم الرقمي بهدف تمكينهم من استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي يتم التبرع بها والمحتوى الذي يتم تحميله عليها.
وقد تم تمويل مجموعة أدوات المعلم الرقمية Teacher Digital Toolkit الثنائية اللغة (بالإنجليزية والعربية) بمنحة من مؤسسة كاتاليست للتعليم الشامل. وتتألف هذه المجموعة من مزيج من الدورات التدريبية المصغرة والخطط النموذجية للدروس وموارد الفيديو وتضم وحدات تدريبية حول التكيف مع التعلم عن بُعد.
وقد تم إطلاق مجموعة أدوات المعلم الرقمية رسمياً في أبريل عام 2022 وتمت تجربتها في ست بيئات تعليمية (خمسٌ في الأردن وواحدةٌ في الإمارات العربية المتحدة).
بدأت منظمة ’ذكي‘ عملها باستخدام محتوى مزود من طرف ثالث لكنها تلقت في عام 2021 تمويلاً من الوكالة الهولندية للمشاريع Netherlands Enterprise Agency من أجل العمل مع منظمة TNO البحثية الهولندية.
وكانت منظمة TNO قد تعاونت في السابق مع منظمة ’هيلب أيه تشايلد‘ Help a Child، وهي منظمة غير حكومية مقرها هولندا تعمل في أفريقيا والهند، وقامت بتطوير برنامج يسمى (Build your own Buddy (Bob) يستهدف أطفال جنوب السودان الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وسبع سنوات وبرنامج مواز للآباء والأمهات لتقديم الدعم لهم من أجل التعامل مع آثار الصدمات النفسية.
وتقوم ’ذكي‘ ومنظمة TNO بالبناء على هذا البرنامج لإنشاء تطبيق جديد يتكون من قصة رسوم متحركة ومقاطع فيديو وعناصر تفاعلية تتبع مغامرات أرنبة تُدعى نور. وسيتم إضافة التطبيق إلى أجهزة ’ذكي‘ لمساعدة مقدمي الرعاية في دعم الأطفال اللاجئين في التعامل مع الضغوط النفسية المرتبطة بالنزوح والظروف المعيشية الصعبة. وأوضحت ردينة أن "الأمر يتعلق بمساعدة المعلمين وأولياء الأمور في التعرف على هذه المشاعر ومساعدة الأطفال في التعامل مع هذه العواطف الشديدة والتأقلم معها ... لقد طورنا هذا التطبيق لمساعدة الأطفال المستضعفين في لبنان، لكن في واقع الأمر يمكن أن يستفيد منه أي طفل يعاني من الضغوط النفسية في أي وضع من الأوضاع."
"تمكنني أجهزة الكمبيوتر المحمولة من التعلم أكثر وترفع مستوى معرفتي بالتكنولوجيا. يجب أن يكون الأطفال قادرين على مواصلة تعليمهم والتغلب على العقبات التي تعترض طريقهم".
منى، 16 عاماً، لاجئة سورية، لبنان
لعب الشركاء دوراً رئيسياً في مساعدة منظمة ’ذكي‘ على تطوير خدماتها وتوسيع نطاقها، ليس فقط من حيث الدعم المالي ولكن من خلال الوصول إلى الخدمات والمحتوى التعليمي كذلك.
وتقول ردينة: "لا أعتقد أن هناك أي حل واحد للتصدي لتحدي تعليم الأطفال النازحين". وتضيف قائلة: "تم بناء منظمة ’ذكي‘ على نموذج التعاون المكثف بين الشركاء من الشركات والمؤسسات والمنظمات غير الربحية والأفراد".
ولدى منظمة ’ذكي‘ أربع فئات رئيسية من الشركاء تشمل المتبرعين بالأجهزة الإلكترونية مثل بنك ’ستاندرد تشارترد‘ وشركة ’بي دبليو سي‘ وشركة Strategy& ومدرسة الجالية الأميركية في أبو ظبي وجامعة نيويورك أبوظبي وغيرهم؛ وشركاء المحتوى التعليمي مثل ناشيونال جيوغرافيك ومؤسسة الملكة رانيا وأهلا سمسم؛ والشركاء المزودون للخدمات التعليمية، مثل جمعية التعليم من أجل لبنان Teach for Lebanon وتمكين وجسور وأكثر من 120 مدرسة أخرى مستفيدة؛ والشركاء الاستراتيجيون، مثل مؤسسة أنيرا Anera ومنظمة إيكوسيرف للاستدامة البيئية EcoServ ومجموعة هولدال Holdal وشركة وكّلني Wakilni.
تعمل منظمة ’ذكي‘ أيضاً جنباً إلى جنب مع مؤسسة ’سوباورفول‘ الخيرية الهولندية SoPowerful لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في المدارس الشريكة في لبنان. وقد تم تطبيق أول مبادرة من هذا النوع في مدرسة تمكين في الصويري في البقاع الغربي في لبنان حيث تم تزويد 1,100 طفل بمصدر بديل للطاقة داخل مدرستهم لتشغيل معمل الكمبيوتر وتوفير غيره من احتياجات الكهرباء والسماح للطلاب بالاستفادة بشكل أكبر من الأجهزة التي توفرها منظمة ’ذكي‘.
وتوضح ردينة بالقول: "لقد أصبح الافتقار للكهرباء مشكلة كبيرة في لبنان" مضيفة أن منظمة ’ذكي‘ قررت متابعة هذه المبادرة مع مؤسسة ’سوباورفول‘ لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إثبات مفهوم إدخال الطاقة الشمسية إلى المزيد من المدارس لمساعدتها على تلبية احتياجاتها الأساسية من الكهرباء وتقليل النفقات العامة. وتضيف ردينة قائلة: "نأمل من خلال تنفيذ هذا المشروع التجريبي الأول أن نتمكن من التأثير على الآخرين من أجل تمويل مشاريع مماثلة."
وعلى الرغم من طموحات منظمة ’ذكي‘ إلا أن ردينة تدرك أنها لا تصل سوى إلى جزء صغير جداً من الأطفال المحتاجين إلى المساعدة، لكنها ملتزمة وواثقة من قدرة نموذجها على التوسع. وعن ذلك تقول ردينة: "نحن مجرد نقطة في بحر ... لكننا نؤثر على حياة الناس بشكل إيجابي. وإذا لم نقم بذلك، فسوف يفقد هؤلاء الأطفال حقهم في المعرفة الرقمية والتمتع بالمحتوى التعليمي الجيد. هذا ما يدفعني للاستمرار في العمل."
لم يكن من الصعب ملاحظة نموذج ’ذكي‘ المبتكر وتأثيره مما جعل المنظمة تحصد منذ تأسيسيها العديد من الجوائز المرموقة. وفيما يلي بعض أبرز هذه الجوائز:
It's a good idea to use a strong password that you're not using elsewhere.
Remember password? Login here
Our content is free but you need to subscribe to unlock full access to our site.
Already subscribed? Login here