عمل كمال الأزعر منذ عام 2005 على دعم الفنون والثقافة في شتى أنحاء العالم العربي من خلال مؤسسته الخيرية، مؤسسة كمال الأزعر، التي تتخذ من تونس مقراً لها.
وقد لاحظ الأزعر، في خضم التحولات التي أسفرت عن أحداث الربيع العربي عام 2011، أن من شأن الفن أن يلعب دوراً حيوياً في الارتقاء بحياة المجتمع. في ذلك الوقت، لم يكن هناك أي منصة تجمع الفنانين المحليين والدوليين وتساعدهم على بث فنونهم ورسائلهم عبر كافة أنحاء المنطقة والعالم أجمع.
وتقول لينا الأزعر، ابنة كمال الأزعر ونائبة رئيس المؤسسة: "إننا نؤمن بأن الفنون البصرية التي تنشأ من الشرق الأوسط تستحق أن تصل إلى نطاق أوسع مما هي عليه الآن، وأن تُبرز على الصعيد العالمي. وهذا بدأ يتحقق فقط من خلال قدرتنا على الحديث عن هذه الفنون بأسلوب ذكي وإيحاءنا بتفرد رسالتها داخل وخارج المنطقة على حد سواء".
وسعياً منها لتشجيع التدفق الحر للأفكار من خلال الصور والكلمات، أسست مؤسسة كمال الأزعر مبادرة إبراز عام 2011. وتمتلك منصة إبراز منتدىً إلكترونياً يربط ما بين الفنانين والكتّاب والمفكرين النقديين، ويقدم الدعم اللازم لإنجاز البحوث والدراسات وتطوير المشاريع في مجال الفنون.
"إننا نؤمن بأن الفنون البصرية التي تنشأ من الشرق الأوسط تستحق أن تصل إلى نطاق أوسع مما هي عليه الآن، وأن تُبرز على الصعيد العالمي."
لينا الأزعر، نائبة رئيس مؤسسة كمال الأزعر
وقد أصبحت مبادرة إبراز اليوم، وهي إحدى المبادرات الرئيسية لمؤسسة كمال الأزعر، أكبر منصة في العالم تعنى بشؤون الفنون والثقافة العربية، إذ تضم أكثر من 2,000 مشارك من مختلف أنحاء العالم. وقد نشرت إبراز عبر منصتها الإلكترونية أكثر من 2,500 مادة فريدة من المحتوى الرقمي، تتنوع بين المقالات والمقابلات والفنون البصرية، فضلاً عن النقد الفني والكتب.
وتسعى مبادرة إبراز، من خلال عملها هذا إلى أداء وظيفتين رئيسيين في المنطقة. أولهما، الارتقاء بفنون المنطقة من خلال العمل كمنصة تبادل معارف ومشاركة خبرات بين الفنانين وأولئك المهتمين بالفنون الشرقية. وتستخدم المبادرة مختلف وسائل الإعلام لإطلاق ورعاية التدفق الحر للنقاشات التي تربط ما بين الفنون والمواضيع الاجتماعية والتاريخية والسياسية. ومن بين هذه الأنشطة على سبيل المثال، استضافة المبادرة لمناقشات نصف سنوية تتمحور حول مواضيع مثل "مستقبل البنية التحتية للإنتاج الثقافي وجمهور الفنون في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط؟". والوظيفة الثانية هي قيام المبادرة بمساعدة الأفراد من النساء والرجال على الارتقاء بمستواهم المهني، من خلال عقدها لمعارض تضم أعمال الفنانين المعروفين والناشئين على حد سواء.
وتعلّق لينا على ذلك بقولها: "يشعر العديد من الفنانين الذين ندعمهم بالثقة والارتياح عندما يعرضون مجموعة أعمالهم على المنصة. ففي كثير من الأحيان يساعدهم هذا المحتوى في الحصول على المزيد من فرص التعاون وتكليفات بإنجاز أعمال كاملة من فنونهم".
وتعمل مبادرة إبراز حالياً على توسيع استراتيجيتها لتضم أربع ندوات سنوياً وذلك بهدف تقوية الروابط ما بين المّتلقين وصانعي المحتوى الفني في المنطقة، وفتح قنوات جديدة أمام الفنانين لعرض أعمالهم ومنجزاتهم.
بهذا الصدد يقول كمال الأزعر: "لدينا قناعة حالياً بضرورة ترجمة أعمال المنصة الإلكترونية إلى تنفيذ ملموس على أرض الواقع. وإذا ما أردنا اختيار المكان المناسب لفعل ذلك، فليس هناك أفضل من تونس، التي تتمتع بتاريخ حافل من التفكير النقدي الجريء والحر، فضلاً عن التزام عميق بالتنمية الاجتماعية".
تم نشر هذا المحتوى لأول مرة عام 2020 من قبل ’مشروع انسبايرد‘، وهو عبارة عن مجموعة من مقابلات الفيديو ودراسات الحالة المستمدة من لقاءات مع رواد عطاء متميزين ومؤسسات خيرية رائدة في العالم العربي. وقد حصل ’مشروع انسبايرد‘ على الدعم من مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتم إنتاجه مع شركاء المعرفة: ’مجموعة بريدج سبان‘ و’زمن العطاء‘.
