Room to read
منظمة غير حكومية توسع نطاق الحلول لمحو الأمية وللمساواة ما بين الجنسين

منظمة غير حكومية توسع نطاق الحلول لمحو الأمية وللمساواة ما بين الجنسين
Room to Read هي منظمة عالمية غير ربحية تعمل على تطوير مهارات التعلم الأساسية لدى الأطفال الذين يواجهون تفاوتات عميقة في التعليم والنوع الاجتماعي والاقتصاد، وتدعمهم في إطلاق وتحقيق إمكاناتهم الكاملة من خلال التعليم.
وبحلول نهاية عام 2025، ستكون المنظمة قد خصصت أكثر من مليار دولار أمريكي لتحسين التعلم التأسيسي لأكثر من 50 مليون طفل في 28 دولة مختلفة، مما يساعد الأطفال على كسر حلقة الأمية وعدم المساواة ما بين الجنسين وأن يصبحوا صانعي التغيير لأسرهم ومجتمعاتهم.
وتعمل منظمة Room to Read في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وهذا عبر برامج قائمة وراسخة في كل من فلسطين ولبنان والأردن، حيث تدعم الأطفال والمكتبات المدرسية والمدارس الحكومية ومخيمات اللاجئين ومراكز التعلم الأخرى.
وتدعم المنظمة أيضاً المؤلفين المحليين على إنشاء أعمال بلغات متنوعة لتزويد الأطفال بكتب ذات صلة ثقافية وسهلة المنال، وهذا لتعزيز كل من حب القراءة وأدوات الدعم العاطفي للمجموعات المهمشة والمحرومة أو المتأثرة بالنزاعات.
وتكمن قوة منظمة Room to Read في العمل مع الحكومات والمجتمعات المحلية لتنفيذ الحلول الناجحة. ومن بين 1,200 موظف في هذه المنظمة غير الحكومية، فإنه يوجد ما يقرب من 90 بالمئة منهم في المجتمعات المحلية التي يخدمونها، كما يتم تعزيز جمع التبرعات من خلال المجالس المحلية وتوفر فروع المتطوعين دعماً إضافياً لأعمال المنظمة.
ولقد تأسست هذه المنظمة غير الحكومية في عام 2000، وقادتها الدكتورة جيثا مورالي – الرئيسة التنفيذية – منذ عام 2018.
التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ومع ذلك فإن التعليم الجيد لا يزال بعيد المنال بالنسبة لملايين الأطفال ما حول العالم. إذ ما يقرب من 251 مليون طفل وشاب في العالم غير ملتحقين بالمدارس، و70 بالمئة من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات والذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط يعانون من "فقر التعلم" وغير قادرين على قراءة وفهم أبسط النصوص.
وفي هذه اللحظة، فإن العالم يشهد أزمة تعليمية حادة، مما يعرض الشباب من المجتمعات التي تعاني تاريخياً من نقص الموارد للخطر الشديد. وبدون اتخاذ إجراءات، فإن الجيل الراهن من الطلاب هو الآن يخاطر بخسارة 21 تريليون دولار أمريكي من إجمالي الأرباح مدى الحياة بالقيمة الحالية، أو ما يعادل اليوم تقريباً خمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وهذه المشكلة حادة بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط. ففي فلسطين، هناك أكثر من مليون طفل غير ملتحق بالمدرسة بسبب النزاعات في غزة، كما أن مئات الآلاف من الأطفال اللبنانيين والسوريين يفوتهم التعليم أيضاً بسبب العنف والنزوح والمصاعب الاقتصادية.
وتؤمن منظمة Room to Read بأن التعليم هو الأداة الأكثر فعالية لحل أكبر التحديات التي تواجه العالم – أي عدم المساواة ما بين الجنسين، وتغير المناخ، والفقر، والحروب والنزاعات، وسوء الصحة.
وتوضح الدكتورة جيثا مورالي: "نحن نساعد الأطفال على كسر حلقة الأمية وعدم المساواة ما بين الجنسين، ونساعدهم على أن يصبحوا مؤهلين لحل المشاكل وصنع التغيير بداخل أسرهم ومجتمعاتهم. وإنني دائماً أقول للناس، إذا كنتم حقاً تريدون حل أكبر التحديات في العالم فما هي الطريقة التي يمكن أن تكون أفضل من خلق ملايين وملايين من صانعي التغيير الذين سيحلون المشاكل التي تواجههم مباشرة؟"
في عطلة تسلق بجبال الهيمالايا في أواخر التسعينيات، توقف جون وود – المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت – عند كشك شاي على سفح الجبل أثناء الرحلة وتحدث إلى رجل نيبالي كان يجلس على الطاولة المجاورة. وأوضح السيد باسوفاتي بأنه ممثل لقسم التعليم المحلي ويقوم حالياً بزيارة للمدارس الجبلية، والتي كانت تعاني من نقص شديد في الخدمات، وقام بدعوة وود للحضور ورؤية الوضع بنفسه.
ولم يكن هناك أي شيء قد هيأ الأمريكي للحالة المزرية للفصل الدراسي الضيق ذو الأرضية الطينية الذي زاره. ولقد صدم أكثر برؤية حالة المكتبة المدرسية، إذ كانت عبارة عن خزانة صغيرة في إحدى الزوايا وتحتوي على بعض الكتب الورقية المتربة للناضجين باللغتين الإنجليزية والإيطالية والتي تركها السياح خلفهم.
وعند مغادرة وود، سأله مدير المدرسة إذا كان بإمكانه العودة يوماً ما ومعه بعض الكتب، وهذا هو بالضبط ما فعله. إذ بمجرد عودته إلى وظيفته المكتبية في هونغ كونغ، بدأ وود في كتابة الرسائل إلى كل من يعرفهم ملتمساً منهم إرسال أي كتب أطفال إضافية بحوزتهم. وفي غضون أشهر قليلة، كان قد عاد إلى نيبال ومعه آلاف الكتب، وكانت محملة على الحمير والياك ليتم نقلها إلى تلك المدرسة على سفح الجبل.
وعند رؤية ردود فعل الأطفال وهم يتلقون الكتب الملونة والمناسبة لأعمارهم، فإن وود اعتزم الاستمرار، واستقال من وظيفته في الشركة وهو يبلغ من العمر 35 عاماً، وأصبح يخبر أي شخص يستمع إليه عن الحاجة الملحة لبسط يد المساعدة.
وبعد تلك الزيارة الأولى إلى نيبال في عام 2000، أسس وود منظمة Room to Read بالتعاون مع دينيش شريسثا من نيبال وإيرين غانجو المقيمة في الولايات المتحدة، وهي منظمة عالمية غير ربحية تهدف الى العمل نحو عالم خالٍ من الأمية وعدم المساواة ما بين الجنسين.
واليوم، فإن Room to Read هي منظمة غير حكومية حائزة على جوائز، وتقودها الرئيسة التنفيذية الدكتورة جيثا مورالي، كما تحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيسها.
وبحلول نهاية عام 2025، ستكون قد استثمرت مليار دولار أمريكي في مهارات التعلم الأساسية لأكثر من 50 مليون طفل في 28 دولة – بما في ذلك بنغلاديش، وكمبوديا، وكندا، والصين، وغرينادا، وهندوراس، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، والأردن، وكينيا، ولاوس، ولبنان، وملاوي، وجزر المالديف، وميانمار، ونيبال، وباكستان، وفلسطين، والفلبين، ورواندا، وجنوب إفريقيا، وسريلانكا، وتنزانيا، وأوغندا، والولايات المتحدة، وفيتنام، وزامبيا.
تعمل منظمة Room to Read على تعزيز مهارات التعلم الأساسية لدى الأطفال من خلال ركيزتين رئيسيتين: محو الأمية؛ والمساواة ما بين الجنسين.
إن حافظة محو الأمية تدعم الأطفال أثناء تطويرهم لمهارات القراءة والكتابة وحب التعلم.
وتقوم منظمة Room to Read بتدريب وتوجيه مجموعات من المعلمين، وإنشاء كتب ومواد منهجية ذات جودة عالية، وتؤسس مكتبات مدرسية مليئة بكتب الأطفال المتنوعة باللغات المحلية والتي يمكن الاستمتاع بها في المدرسة أو المنزل. وتعمل منظمة Room to Read كناشر غير ربحي وكذلك كداعم نشط للناشرين المحليين الهادفين للربح.
وفي نفس الوقت، فإن حافظة المساواة ما بين الجنسين تدعم المراهقين – ولا سيما الفتيات – في تطوير المهارات الحياتية التي تعزز المساواة ما بين الجنسين.
وفى إطار هذه الركيزة، فإن منظمة Room to Read تساعد الفتيات على تطوير قوتهن كعوامل للتغيير الإيجابي، وهذا من خلال توفير المعرفة الانتقادية، ودروس المهارات الحياتية، والإرشاد، ودعم للمواد من الأقران، والمشاركة الأسرية والمجتمعية. ويركز هذا المنهج على مساعدة الفتيات في تطوير خمس مهارات حياتية رئيسية – التعاون، والمرونة، والقيادة، واتخاذ القرار، والتفكير الانتقادي – والتي من خلالها يتعلمن كيفية الدفاع عن أنفسهن ورسم مسار لحياة ناجحة يختارونها لأنفسهن.
وتدعم برامج النوع الاجتماعي في منظمة Room to Read الأولاد أيضاً بمهارات حياتية.
لماذا تعليم الفتيات؟
تعليم الفتيات يعزز الصحة العامة بشكل غامر؛ لأنه إذا أكملت جميع الأمهات تعليمهن الابتدائي، فإن وفيات الأمهات ستنخفض بمقدار الثلثين، مما ينقذ حياة 98,000 شخص. وفي نفس السيناريو، سيتم إنقاذ 1.7 مليون طفل من القزمية وسوء التغذية.
وتعليم الفتيات هو أفضل استثمار يمكن أن تقوم به أي دولة لتنمية اقتصادها؛ إذ تخسر الدول أكثر من مليار دولار سنوياً بسبب فشلها في تعليم الفتيات بنفس مستوى الفتيان.
وكلما طالت مدة بقاء الفتاة في المدرسة، كلما زادت احتمالية أن تعيش حياة أكثر صحة، وأن تتزوج في وقت غير مبكر، وأن تكسب دخلاً أكبر، وأن تعيد الاستثمار في مجتمعها، وأن تضمن حصول أطفالها على التعليم.
ويعزز تعليم الفتيات من قدرات الدول على التخفيف من آثار تغير المناخ؛ إذ تشير البيانات إلى وجود ارتباط إيجابي قوي بين متوسط عدد سنوات التعليم التي تتلقاها الفتيات وبين قدرة بلدانها ومجتمعاتها على التخطيط للتعامل مع الأزمات المناخية والتعافي منها.
تحاشياً للنموذج التقليدي للتنمية الدولية والمتمثل في إدخال خبرات عالمية بشكل عامودي، فإن منظمة Room to Read تعمل مع كل مجتمع محلي على حدة لفهم احتياجاته ثم تقوم بابتكار وبناء الحلول محلياً، وهذا بالتعاون المباشر مع الشركاء المحليين والخبراء في المناهج والمحتويات الدراسية، وفي تدريب وتوجيه المعلمين، وفي هياكل التوصيل التسليم، وفي البحوث.
واللغة هي جزء أساسي من كل هذا. وبدلاً من كتب مستعملة وبالية قد تركها سياح ذوي طوايا حسنة، فإن منظمة Room to Read تعمل مع المؤلفين المحليين ودور النشر لإنشاء محتوى جديد وملائم باللغات المحلية.
وتوضح الرئيسة التنفيذية مورالي: "إننا نكفل أن يكون لدي الأطفال إمكانية الوصول إلى الموارد المدرسية بلغاتهم المحلية، والتي يتردد صداها معهم، والتي تساعدهم في تطوير مهاراتهم وإلهامهم بناءً على محتوى يتناسب مع حياتهم".
ولتسريع نتائج التعلم، فإن منظمة Room to Read تتعاون أيضاً مع أنظمة التعليم الحكومية وأنظمة التعلم غير الرسمية، وهذا بالإضافة إلى أنظمة إدارة الوسائط المتعددة والأدلة البيانية. كما إن الشراكة على مستوى الأنظمة تعني بأن هناك مجالاً أكبر لإحداث تغيير على نطاق واسع وذو أثر دائم.
Room to Read هي واحدة من المنظمات العالمية غير الحكومية القليلة التي يتم دعوتها بانتظام من قبل الحكومات للانضمام إلى لجانها الاستشارية لأجل تطوير المناهج الدراسية على الصعيد الوطني، وكذلك النهج والبرامج المراعية للنوع الاجتماعي، ومعايير المكتبات المدرسية.
ففي تنزانيا – على سبيل المثال – إن منظمة Room to Read تدعم معهد تنزانيا للتعليم في مراجعة وتنقيح المناهج الحكومية والكتب المدرسية لمحو الأمية مبكراً. وبذات الحيز، تعاونت المنظمة في جنوب أفريقيا مع منظمات غير حكومية أخرى لإنشاء كتب قراءة بمستويات مختلفة وبتسع لغات أفريقية – متاحين على الصعيد الوطني، وذلك أثناء تقديم الدعم الفني لعمليات التوزيع وتدريب المعلمين.
وكذلك في كمبوديا، قامت منظمة Room to Read باختبار منهج دراسي للفتيان يكسبهم مهارات حياتية تحويلية للنوع الاجتماعي، وذلك لمساعدتهم على فحص وتحدي الأعراف والقوالب النمطية الضارة للنوع الاجتماعي، والتي تشكل حياتهم وحياة النساء والفتيات في أسرهم ومجتمعاتهم المحلية. وتم الاعتماد الرسمي لهذه المبادئ التوجيهية للمناهج الدراسية والتدريب من قبل وزارة التعليم والشباب والرياضة لتكون مدمجة في المناهج الدراسية الوطنية بين الصف السابع والتاسع.
وخلال عام 2023، فلقد قامت منظمة Room to Read بتدريب أكثر من 4,800 مسؤول حكومي في مواضيع تتعلق بمحو الأمية، وأكثر من 150 مسؤول حكومي في مواضيع تتعلق بكل من النوع الاجتماعي وتعليم الفتيات، وهذا مع التركيز على بناء مهارات يمكن تطبيقها في مجال أعمالهم لدعم نظام تعليمي منتج.
انضمت الدكتورة جيثا مورالي إلى منظمة Room to Read كرئيسة تنفيذية في عام 2018، وقد كانت قوة دافعة في كل من نمو المنظمة وتركيزها على تسريع نتائج التعلم بنطاق واسع. وتحت قيادتها، حققت المنظمة أثراً مضاعفاً بأربع مرات خلال السنوات الخمس الماضية.
ولدي مورالي تاريخ شخصي مفحم باعتبارها ابنة لمن كان يتوقع لها أن تكون عروس وهي طفلة. وشرحت هذا الأمر لجمهور محتشد في حفل عشاء لمنظمة Room to Read بدبي عام 2024: "كان تاريخ عائلتي مليئاً بالعقبات، وكان زواج الأطفال شائعاً بشكل لا يصدق في عائلتي".
واسترسلت قائلة بأن "جداتي تزوجن في سن الثانية والأربعة عشرة، ولكن عندما تم الضغط على والدتي للزواج في سن الثالثة عشرة، رفضت بتاتاً. وقد كانت الكبرى من بين سبع أطفال معظمهم من الفتيات، وغيّر هذا الرفض مسار حياتهاً تماماً، وبالتالي مسار حياتي. وبفضل ذلك القرار، فإنني أقف اليوم أمامكم حاملة لشهادة بدرجة الدكتوراه وللقب الرئيسة التنفيذية بجانب اسمي".
وقد تم الاعتراف بعمل مورالي من قبل السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة – ميشيل أوباما؛ حيث تروج مبادرات السيدة الأولى لتعليم الفتيات – Room to Read و «جيرلس اوبرتيونيتي الاينس» – لبرنامج المساواة ما بين الجنسين لمنظمة «رووم تو رييد» كنموذج يحتذى به في هذا القطاع.
كما أدت جهود مورالي لتوسيع نطاق تعليم محو الأمية، والمكتبات المدرسية، وبرامج نشر الكتب الخاصة، إلى تسمية مؤسسة بيل وميليندا جيتس لمنظمة Room to Read كـ «جوول كيبرس اكسيلاريتر» في مجال التعليم.
وتعقب مورالي بأن "هذا التحول ممن كان يتوقع لها أن تكون عروس وهي طفلة إلى رئيسة تنفيذية، قد استغرق جيلاً واحداً فقط. وإنني خير مثال على التأثيرات المتتالية التي نسمع عنها. وهذا هو السبب الذي جعلني أكرس حياتي لهذه المهمة".
إلى هذا الحين، فلقد أفادت منظمة Room to Read أكثر من 50 مليون طفل من جميع الأجناس في المجتمعات المحلية ذات الدخل المنخفض تاريخياً، وهذا في المناطق التي توجد فيها أوجه عدم المساواة التعليمية، وعملت في 28 دولة، بما في ذلك بنغلاديش، وكمبوديا، وكندا، والصين، وغرينادا، وهندوراس، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، والأردن، وكينيا، ولاوس، ولبنان، وملاوي، وجزر المالديف، وميانمار، ونيبال، والباكستان، وفلسطين، والفلبين، ورواندا، وجنوب أفريقيا، وسريلانكا، وتنزانيا، وأوغندا، والولايات المتحدة، وفيتنام، وزامبيا.
ويساهم برنامج محو الأمية الخاص بمنظمة «رووم تو رييد» في تحسين طلاقة القراءة والفهم. وفي المتوسط، يقرأ الأطفال الملتحقين ببرامجها أكثر من ضعف عدد الكلمات الصحيحة في الدقيقة مقارنة بالأطفال في المدارس الأخرى، ويجيبون بشكل صحيح على ضعف عدد أسئلة الفهم.
واعتباراً من نهاية عام 2023، فإن منظمة Room to Read قد قامت بتطوير عناوين كتب بـ 57 لغة، ونشرت أكثر من 4,600 عنوان أصلي ومعدل لكتب الأطفال، ووزعت أكثر من 42 مليون كتاب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن «ليترسي كلاود» – وهي المكتبة الرقمية عبر الإنترنت لمنظمة «رووم تو
رييد» – تستضيف أكثر من 3,000 عنوان كتب للأطفال بـ 41 لغة، مما يوفر للأطفال والمعلمين إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة وغنية من الكتب، ومقاطع الفيديو المقروءة بصوت عال، والموارد التعليمية.
في عام 2023، فإن أكثر من 96 في المئة من المشاركين في برنامج تعليم الفتيات الذين تبقوا مسجلين في المدرسة قد تقدموا إلى الصف التالي. وفي استطلاع أجري ذلك العام على مستوى العالم بين خريجي قد مضي 5 سنوات على تخرجهم، فإن 79 في المئة كانوا إما قد تم تسجيلهم في التعليم العالي و / أو تم توظيفهم.
وقد أجرت منظمة Room to Read برامجها للمساواة ما بين الجنسين في 10 دول (وهم البنغلاديش، وكمبوديا، والهند، وإيطاليا، ولاوس، ونيبال، وسريلانكا، وتنزانيا، وفيتنام، وزامبيا) حيث دعمت أكثر من 3.7 مليون فتاة، مغيرةً نماذج النوع الاجتماعي في المجتمعات المحلية، ومعززةً الدعم لتعليم الفتيات، والتي ستستمر نتائجها لأجيال قادمة.
وبحلول نهاية عام 2027، تهدف هذه المنظمة غير الحكومية إلى مضاعفة عدد الأطفال الذين تخدمهم كل عام، وعدد المجتمعات المحلية التي تدعمها كل عام، وعدد الشركاء الذين يعملون معهم.
بدأت منظمة Room to Read بدعم الأطفال في الشرق الأوسط منذ عام 2017، وقد زودت حتى الآن ما يقرب من 1.2 مليون طفل عبر كل من لبنان وفلسطين والأردن بالموارد التي يحتاجونها لمواصلة التعلم، وهذا بغض النظر عن الظروف.
ومع التصعيد الأخير للنزاع في الشرق الأوسط، فإن عمل منظمة Room to Read في المنطقة أصبح يتزايد بوتيرة سريعة، وهذا استجابة للاحتياجات الملحة.
وتنوه الرئيسة التنفيذية جيثا مورالي بأنه "في الوقت الحالي، هناك أكثر من مليون طفل خارج المدرسة في فلسطين، ونصف مليون طفل خارج المدرسة في لبنان. وهذه ليست مجرد أرقام كبيرة؛ إذ تحت هذه الأرقام يوجد طفل قد ضاقت أحلامه أو أسوأ من ذلك، ويوجد أطفال لا يعرفون حتى ما هي الأحلام التي يُسمح لهم بتخيلها".
وتضيف بأن: "هذه الأرقام تُظهر إمكانيات محدودة، وربما فقدان جيل كامل إذا لم نقوم بدورنا ونتخذ إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة المصاعب والمعاناة".
وفي فلسطين، فإن منظمة Room to Read تعمل مع «أنيرا» لتوزيع حزم الإغاثة التعليمية على الأطفال في غزة (والتي تشمل الكتب، وأقلام التلوين، ودفاتر الرسم).
وتتطلع منظمة Room to Read في عام 2025 إلى تطوير مجموعة جديدة لـ 10 عناوين كتب للأطفال باللغة العربية من ابتكار مؤلفين ورسامين فلسطينيين. وبالإضافة إلى دعم الكتاب المحليين، فإن هذه الكتب ستوفر دعماً اجتماعياً وتعليمياً حيوياً لأطفال غزة الذين يواجهون الآن حالة من عدم اليقين بشأن العودة إلى منازلهم المدمرة، وهذا بعد 14 شهراً من الحرب الوحشية.
وفي لبنان، ابتدأ مشروع Room to Read لمنظمة «رووم تو رييد» في عام 2022 بهدف تعزيز خصلة القراءة ومحو الأمية ما بين الأطفال في سن المدرسة الابتدائية، وذلك من خلال توزيع كتب الأطفال وتطوير المكتبات المدرسية في مراكز التعليم غير الرسمي.
وإلى هذا الحين، فإن المشروع قد أنشأ 15 مكتبة مدرسية، ووزع 60 عناوين كتب و90,000 كتاب للأطفال باللغة العربية الفصحى الحديثة في جميع أنحاء لبنان.
وخلال النزاع في عام 2024، فإن منظمة Room to Read قد عملت مع شريكها المحلي «لوست» LOST لتوزيع 25,000 وجبة ساخنة على العائلات اللبنانية النازحة بالإضافة إلى توزيع 10,000 حزمة إغاثة تعليمية تتكون من كتب، وأقلام ملونة، ودفاتر رسم، والمزيد على الأطفال النازحين الذين يحتمون في ساحات المدارس والمخيمات.
وبالإضافة إلى ذلك، تلقى المعلمون والمتطوعون تدريباً محدداً في تقنيات التعلم الاجتماعي والعاطفي لاستخدامها جنباً إلى جنب مع هذه الحزم، وقد قاموا بتوجيه جلسات قراءة للأطفال لإمدادهم بالدعم المنشود في كل من محو الأمية والرعاية العاطفية.
وداومت منظمة Room to Read طوال الأزمة في دعم مكتبات البلاد المدرسية وزوايا القراءة، وهي تعمل الآن على تطوير المزيد منها خلال عام 2025. وتعمل هذه المكتبات المدرسية كملاذ ومساحة تعليمية؛ إذ إنها لا تقدم مجرد الكتب وحسب، بل توفر أيضاً إحساساً بالانتماء والاستمرارية وسط الأزمات.
وتوضح دينا العبد، وهي مديرة مشروعات لمنظمة Room to Read في الشرق الأوسط: "إن المنظمة تعمل جنباً إلى جنب مع مجتمع متفاعل بشكل لا يصدق في لبنان، حيث يضفي أعضاؤه – من خلال التفاني والعمل التطوعي – حيوية نابضة إلى مراكزنا وكتبنا ومكتباتنا المدرسية".
وتقول: "إن التزامنا بتعزيز محو الأمية والتعليم قد أصبح أقوى من خلال التعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي، وهي علاقة نقدرها للغاية ونأمل في توسيعها خلال السنوات المقبلة".
وتدلي بأنه "إبان مواجهة تحديات لمنطقة تتسم بالنزاعات، فإننا مصممون أكثر من أي وقت مضى على توفير مساحات تعليمية آمنة وداعمة للأطفال".
وفي الأردن، من ناحية أخري، فإن منظمة Room to Read تتمتع بشراكة طويلة الأمد مع مؤسسة الملكة رانيا. ومشروعها الأخير هو «رييد» الذي يتطلع لتنفيذ 43 مكتبة مدرسية حكومية لتنمية ثقافة القراءة في المدارس الحكومية الأردنية.
وتشمل هذه المبادرة: توزيع الكتب على المدارس بما في ذلك 640 عنواناً للكتب معتمداً من وزارة التربية والتعليم؛ وإعداد المدربين وأمناء المكتبات؛ وتنظيم زيارات المدربين وأمناء المكتبات؛ وورش عمل مع المعلمين في المدارس.
وتقول الرئيسة التنفيذية جيثا مورالي لمنظمة : "التعليم بطبيعته يوفر بذور الأمل، حتى في أقسى البيئات. وقد لا تحمي الكتب الأطفال بشكل كامل من وقائع النزاع القاسية، ولكنها يمكن أن توفر لهم مدخلاً نحو الأحلام، وطريقاً لمواصلة التعلم، وتذكيراً بإمكانيات لا حدود لها. وسنبذل قصارى جهدنا لضمان عدم تخلف جيل من التلاميذ الصغار عن الركب".
قد كانت جائحة كوفيد-19 وقتاً صعباً لجميع الطلاب، ولكن خاصة للفتيات في الأسر ذات الدخل المنخفض، اللائي كن أكثر عرضة من إخوانهن لخطر الانسلال من المدرسة و / أو إجبارهن على الزواج المبكر أو الوظائف ذات الدخل المنخفض، بسبب الضغوط الإضافية الناجمة عن المصاعب المالية للأسر.
وللمساعدة في مكافحة ذلك، فإن منظمة Room to Read قد طورت نهج جديدة متعددة الوسائط لبرامجها المتعلقة بالمساواة ما بين الجنسين؛ حيث تدعم الفتيات بالتوجيه عن بعد، وبتقديم دروس في المهارات الحياتية من خلال الراديو، والهاتف، ومقاطع الفيديو، وأوراق العمل – كما تزيد من مشاركة الوالدين ومراقبة عوامل الخطر لعدم العودة إلى المدرسة.
ولقد نجحت هذه التدخلات؛ إذ في البلدان التي أعيد فيها فتح مدارسها بحلول نهاية عام 2020، فإن 95 في المئة كمتوسط للفتيات في برنامج تعليم الفتيات التابع لمنظمة Room to Read قد عادوا إلى الفصول الدراسية.
وواصلت منظمة Room to Read في تطوير المهارات الحياتية للفتيات الصغيرات من خلال حملتها التي أطلقتها مؤخراً – ألا وهي She Creates Change.
وكمبادرة سرد قصصي متعددة الوسائط، والتي تتضمن فيلم رسومات متحركة وحركات حية حائز على جوائز، وكتب مصورة، وقصص صوتية مقنعة، فإن She Creates Change تهدف بجرأة إلى الوصول لجميع الفتيات المراهقات في العالم، والبالغ عددهن 432 مليون (وتتراوح أعمارهن بين 12 و18 عاماً)، من خلال المحتوى والمناهج التعليمية.
وباستكشاف مواضيع مثل محو الأمية المالية، والتمييز، والعدالة المناخية، والحيض، والتحرش، فإن مبادرة She Creates Change تستند إلى حياة ست شابات رائعات من المجتمعات ذات الدخل المنخفض في بنغلاديش، والهند، ونيبال، وسريلانكا، وتنزانيا، وفيتنام، واللائي يكتشفن قوتهن من خلال برنامج المساواة ما بين الجنسين الذي تقدمه منظمة «رووم تو رييد».
ويروي الفيلم قصص ديوميني، وديكشا، وكيا، ونيفات، وترانج، وياشيكا، موضحاً كيف تواجه كل فتاة تحديات فريدة من نوعها في حياتها مثل التحرش، وندرة الغذاء، والزواج المبكر، وكيف تدافع عن نفسها ومستقبلها.
تتمتع منظمة Room to Read بمقر رئيسي موزع عالمياً وبقيادة عبر العديد من مكاتب عالمية، وتتلقى تمويلاً من مجموعة متنوعة من المانحين الأفراد، وفاعلي الخير، والشركات، والحكومات.
وفي عام 2023، شملت الجهات الممولة الرئيسية للمنظمة: «اتلاسيان»، و «كارتير فيلانثروبي»، و «هيومانتيكس»، و «جولدمان ساكس جيفز»، و «أي إم سي»، ومؤسسة «باتريك جي مكغفرن»، و «تاتشا»، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن مؤسسة «دبي كيرز» باتت تتعاون مع منظمة Room to Read لأكثر من عقد من الزمان، ودعمت الأطفال والمشاريع في بنغلاديش، وكمبوديا، ولاوس، ونيبال، وجنوب إفريقيا، وسريلانكا، وزامبيا. كما كانت مؤسسة «دبي كيرز» داعماً رئيسياً لعمل منظمة Room to Read مع اللاجئين السوريين في الأردن، حيث تعاونت مع مؤسسة الملكة رانيا في نموذج المكتبة المدرسية الحكومية على مستوى البلاد.
وكانت مجموعة «فايف» القابضة – وهي مجموعة عقارية وللضيافة مقرها بالإمارات العربية المتحدة – ممولاً رئيسياً لهذه المنظمة غير الحكومية، حيث ساهمت بالشراكة مع الحكومات المحلية عبر الهند في برامج تتعلق بمحو الأمية وتعليم الفتيات.
وتدير منظمة Room to Read تسع مجالس إدارات إقليمية، والتي تدعم جمع التبرعات المحلية وتقدم الدعم النوعي والخبرة. وفي الشرق الأوسط، يضم أعضاء مجلس الإدارة كل من مالك بادجي، ونادية لوغاب، ويوسف علي رضا (رئيس مجلس الإدارة)، ودينا خرينو، وعادل الفلاسي، ومهدي أمجد، وشيماء أمجد، ويوجيش وهينال كالي، وأحمد المغربي، وملاك علي رضا.
تم الاحتفاء بمنظمة Room to Read من قبل قادة العالم والمنظمات، مثل اليونسكو ومكتبة الكونغرس، وكذلك قادة التعليم الدوليين، مثل «هندريد»، والتي منحتهم لجنة تحكيمها المستقلة والمكونة من 194 خبيراً المرتبة الأولى من حيث الأثر وقابلية التوسع، وهذا من بين مجموعة قد ضمت 3,500 منظمة.
وقد حازت كتب الأطفال المنتجة محلياً على عدة جوائز مرموقة: بما في ذلك جائزة Room to Read لعام 2024 لـ «دانسينج هاندز» في الولايات المتحدة؛ وقائمة الشرف لجائزة «أي بي بي واي» لأفضل كتاب أطفال لعام 2022 لـ «جوك جوك»؛ وجائزة أفضل مصور في كمبوديا.
كما تم تكريم منظمة Room to Read في عام 2024 بمرسوم ملكي من كمبوديا (الصليب الكبير للفرسان)، والذي يكرم الخدمة المثالية في مجالات التعليم، أو الفنون، أو العلوم، أو محو الأمية، أو العمل الاجتماعي. وإضافة إلى ذلك، بحصولها على تصنيف من فئة الأربع نجوم لـ 17 مرة من قبل «تشاريتي نافيجاتور»، فإن هذه المنظمة غير الحكومية قد اكتسبت ثقة عالمية بفضل شفافيتها وفعاليتها المالية.
It's a good idea to use a strong password that you're not using elsewhere.
Remember password? Login here
Our content is free but you need to subscribe to unlock full access to our site.
Already subscribed? Login here
Sign in to access all of our content and resources.
Not subscribed? Register here. Forgotten your password? Reset here
Simply provide your email, and we'll send you a link to reset your password.
Remember password? Login here