دعم الناجين

تتحدث فاعلة الخير لين زوفيغيان حول العمل مع المجتمعات المحلية، ودعم الناجين، والتخلي عن السلطة، وتحليل تيارات عطاء الجيل التالي

DSC00194

استمع إلى هذه الحلقة في ’أبل‘ Apple أو ’سبوتيفاي‘ Spotify، أو ابحث عن ’صياغة العمل الخيري‘ Shaping Philanthropy في التطبيقات التي تستخدمها للاستماع لملفات البودكاست.

رائدة عطاء وسيدة أعمال ودبلوماسية إنسانية. إن لين زوفيغيان ترتدي العديد من القبعات – وكلها بشغف. وفي هذه المقابلة الواسعة النطاق، تنضم إلينا لين من بيروت (حيث الاتصال بالإنترنت غير مستقر تماماً – لذا نرجو أن تصبروا معنا) لتخبرنا عن رحلتها الخيرية الشخصية، وما الذي يحفز عملها مع المجتمعات المتضررة من الأزمات في لبنان والعراق ومنطقة ناغورنو كاراباخ في أرمينيا.

وتشدد لين في حديثها إلى مضيفتنا – أنيسة بونجاني – على أهمية المشاركة المجتمعية، وتحدد لماذا يحتاج رواد العطاء إلى العمل بشكل تعاوني مع الأشخاص الذين يحاولون مساعدتهم إذا أرادوا النجاح، وتدعو المانحين إلى التخلي عن سلطتهم.

وتقول: "لكي يزدهر العمل الخيري للجيل التالي، سوف يتعين علينا أن نصبح أكثر حميمية، وليس فقط أن نستثمر في قضايانا، بل أن ننغمس فيها أيضاً". وتسترسل قائلة بأنه "سوف يكون من الضروري علينا كمحسنين أن نرتبط بالقضايا بحميمية أكثر، وأن نرتكز مع الناس لأن هذا هو ما سيمكننا من التخلي عن القوة التي نمتلكها، ومن تمكين المجتمعات المحلية على تولي قضاياهم بأنفسهم وبطرق طويلة الأجل ومستدامة."

وبمشاطرة أمثلة مفصلة عن عملها مع أفراد المجتمع اليزيدي، والذين تعرضوا للإرهاب من قبل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق، فإن لين تقدم الحجج لإنشاء برامج مشتركة، وبناء القدرات، ومعرفة متى يجب الخروج.

"لا تصدقوا بأنه يمكنكم إنقاذ العالم، ولكن صدقوا وأعلموا بأنه يمكنكم إحداث فرق، ثم ركزوا على مجالات التميز الخاصة بكم."

Lynn Zovighian

Shutterstock 457187575

كما تغوص لين أيضاً في تفاصيل "الارتكاز على التقاليد، والتطلع إلى المستقبل"، وهو أول تقرير بيانات من نوعه يستكشف تيارات عطاء الجيل التالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي أنتجته شراكة زوفيغيان (ZP) التابعة للين، وبالشراكة مع مبادرة بيرل. 

ويتمثل أحد هذه التيارات في أنه عندما تشغل نساء الجيل التالي مناصب ذات سلطة في شركات ومؤسسات الأسرة، فإنهن أكثر عرضة لدعم النساء والفتيات. ولكن عندما يشغل الرجال هذه المناصب، فإن النساء والفتيات لا يتحصلن على التمويل.

وكشفت البيانات أيضاً أن العديد من مانحي الجيل التالي يختارون العطاء بشكل مستقل عن وسائلهم الأسرية.  وتشرح لين "بأنهم يضفون طابعاً شخصياً على عطائهم ويجلبون دافعاً ريادياً إلى عطائهم". وتضيف بأن "هذا مختلف تماما عن فهمنا للعمل الخيري في المنطقة والذي أكثره نقلي وتقليدي."

وبالإضافة إلى تسليط الضوء على النتائج التي توصل إليها التقرير، فإن لين تقدم الحجج لمزيد من الدعم لمبادرات البحث الرامية إلى إنشاء "بيانات مرتكزة" يمكن أن تفيد العطاء المستقبلي وتحدد الثغرات في النظام الإيكولوجي الخيري.

وفي رسالة صادقة إلى المحسنين الذين يبدأون رحلتهم في العطاء، تختتم لين بالقول: "مهما كان قدر فعلكم، فإنه سوف يحدث فرقاً ... ولا تجعلوا الطبيعة السخية للقضايا التي تخدمونها تطغي عليكم، لأن كل مساعدة صغيرة مهمة. ولا تصدقوا بأنه يمكنكم إنقاذ العالم، ولكن صدقوا وأعلموا بأنه يمكنكم إحداث فرق، ثم ركزوا على مجالات التميز الخاصة بكم.".